هل تأثير جينات الأم أكبر من تأثير جينات الأب أم العكس ؟

 

من أقوى جينات الأم أم الأب؟ اكتشف أسباب شبه الجنين لأمه أو أبيه. متى يشبه الطفل والده؟ وهل يشبه الطفل الثاني الأول؟ تفاصيل مثيرة عن الوراثة!

لقد تعلّمنا في دروس علوم الحياة والأرض أن الكروموسومات التي يرثها الطفل تكون متساوية، 50% من الأب، و50% من الأم. ولكن الحقيقة أكثر تعقيدا مما يبدو.


جينات أمهاتنا تطغى على جينات آباءنا

في الواقع، هناك نوع آخر من الحمض النووي ينتقل عن طريق الأم فقط، وهو الموجود في الميتوكوندريا (بطاريات خلايا أجسامنا). وهو يحمل المعلومات الوراثية من الميتوكوندريا الموجودة في البويضة لأن تلك الموجودة في الحيوان المنوي تكون دمرت في وقت الإخصاب، وربما يرجع ذلك إلى ارتفاع خطر حدوث طفرات في جينومها.


وعلى المستوى الجيني أيضًا، فإننا نرث المزيد من الجينات من أمهاتنا عبر الآلية المعروفة باسم النسخ الجيني أو التطبع الجيني. يوضح (روبرت فيل)، مدير الأبحاث في معهد علم الوراثة الجزيئي في مونبلييه (هيرولت) :  "بالنسبة لنحو 150 جينًا، نلاحظ علامات وراثية، غالبًا من البويضة أكثر من الحيوان المنوي، والتي يتم الحفاظ عليها بعد الإخصاب وطوال نمو الفرد وحياته". تتعلق جميع الجينات الخاضعة لهذه البصمة بالتفاعل بين الأم والطفل، سواء في الرحم (تطور المشيمة، نمو الجنين) أو بعد الولادة (الرضاعة الطبيعية، والقدرة على الجوع وطلب الطعام).


لا يوجد تأثير واضح على المستوى الفردي

ولكن هذا التأثير الجيني من الأم ليس له تأثير واضح على المستوى الفردي. فالطفل لا يشبه والدته أكثر من والده بسبب طغيان بصمتها الجينية. يقول روبرت فايل : "نعتقد أن الأمر هو في الواقع نتيجة لمعركة تطورية طويلة بين الجينوم الأبوي والأمومي". من الناحية التخطيطية، تستهدف جينات الأب نمو الجنين لتعظيم فرص نقل جيناته على نطاق واسع، في حين تعمل بصمة الجينوم الأمومي على تنظيم الجينات بشكل أكبر في اتجاه النمو المحدود (لتسهيل الحمل والولادة!) والنقل الأمثل للتغذية بين الأم وطفلها.