فيتامين ب1، والذي يسمى أيضًا الثيامين، يعتبر عنصر غذائي أساسي يلعب دورًا رئيسيًا في الأداء السليم للجسم. على عكس الفيتامينات الأخرى التي ليس لها تأثير فوري، فإن فيتامين ب1 يمكن أن يؤدي إلى تغييرات سريعة وهامة للصحة.
فيتامين ب1، ضروري لإنتاج الطاقة
يعمل فيتامين ب1 بمثابة "مساعد" للميتوكوندريا، وهي مصانع الطاقة لخلايا الجسم. في حالة وجود نقص في هذا الفيتامين، يكافح الجسم لإنتاج ما يكفي من "الوقود"، مما يؤدي إلى التعب الواضح.
أوضح الدكتور إريك بيرغ في إحدى فيديوهاته أنه : "إذا كنت تعاني من نقص في فيتامين B1، فسوف تجد صعوبة في إنتاج الطاقة وسوف تشعر بالتعب". بالإضافة إلى ذلك، فيتامين ب1 يعتبر ضروري لاستقلاب الجلوكوز، وهو السكر الرئيسي الذي يدور في الدم. كلما احتوى نظامنا الغذائي على المزيد من الكربوهيدرات، زادت احتياجاتنا من فيتامين ب1. وبدونه، من المستحيل "حرق" هذا الجلوكوز بشكل فعال، حتى ذلك المخزون على شكل جليكوجين في الكبد.
الاضطرابات العصبية من أعراض نقص فيتامين ب1 (B1) !
يمكن أن يكون لنقص فيتامين ب1 عواقب وخيمة على الجهاز العصبي. ويعتبر مرضى السكري أكثر عرضة للخطر بشكل خاص، الذين يجب عليهم الحذر من اعتلال الأعصاب المحيطية (الخدر والألم والحرقان في القدمين) كأعراض شائعة. في الواقع، فيتامين ب1 ضروري لتشكيل غلاف المايلين الذي يحيط بالأعصاب ويحميها، تماما مثل "أغلفة الأسلاك الكهربائية". وبدونها، يمكن أن تحدث "تداخلات كهربائية قصيرة" عصبية حقيقية. يحتاج الجهاز العصبي اللاإرادي، الذي يتحكم في الوظائف الرئيسية مثل الهضم عبر العصب الحائر، إلى فيتامين ب1 أيضًا.
يمكن أن يؤدي نقص هذا الأخير إلى مشاكل مثل تباطؤ عملية الهضم (شلل المعدة) أو الإمساك أو ارتجاع الحمض أو حتى الارتجاع المراري المزعج.
القلق واضطرابات المزاج : ماذا لو كان السبب نقص فيتامين B1 ؟
أحد الأعراض الأكثر شيوعًا لنقص فيتامين ب1 هو القلق المفرط والتوتر العصبي المستمر وعدم تحمل التوتر. كما أشار الى ذلك الدكتور بيرغ في الفيديو السابق، "أعط الشخص فيتامين B1، وخلال 3 دقائق سوف يشعر بالهدوء!" في الواقع، فيتامين ب1 ضروري لإنتاج ناقل عصبي مهم GABA، وهو ناقل عصبي له تأير مهدئ. كما أنه يعزز الشعور العقلي الإيجابي.
الدوخة، والخفقان، والتعرق... عندما يحدث نقص فيتامين B1 اضطراب في اللجهاز العصبي المستقل
يمكن أن يؤدي نقص فيتامين B1 إلى تعطيل قدرتنا على التكيف مع بيئتنا، من خلال خلق خلل في الجهاز العصبي اللاإرادي. التعرق المفرط أو الغائب، وفرط الدموع، والاحمرار المفاجئ، وعدم تحمل التغيرات في درجات الحرارة... كلها من الأعراض الموحية بنقص الفيتامين ب1. في الحالات القصوى، مجرد الوقوف يمكن أن يسبب الدوخة (انخفاض ضغط الدم الانتصابي) أو حتى الشعور بعدم الراحة. وهي متلازمة تسارع معدل ضربات القلب الانتصابي (اختصارًا POTS)، حيث لا يعود الجسم قادرًا على تحمل ضغط الجاذبية.
فيتامين ب1، مضاد أكسدة قوي ضد أضرار السكر
بالنسبة للأشخاص الذين يستهلكون الكثير من السكر، ومرضى السكري، يعمل فيتامين ب1 كمضاد قوي للأكسدة. حيث يقاوم الضرر التأكسدي الذي يسببه الجلوكوز للكلى والأعصاب والدماغ والعينين. إعتام عدسة العين، الجلوكوما، مشاكل الذاكرة، أمراض القلب... هناك العديد من المضاعفات المرتبطة بارتفاع نسبة السكر في الدم والتي يمكن أن يساعد فيتامين ب 1 في الوقاية منها.
المصادر الغذائية الغنية بفيتامين ب1 (الثيامين):
- اللحوم
- بذور عباد الشمس
- القطاني (عدس، فاصوليا)
- الحبوب الكاملة ومنتجات الحبوب الكاملة
- المكسرات والبذور
- خميرة البيرة
- الأرز بني
- الكبد
يمكن أن يساعد دمج هذه الأطعمة في نظامك الغذائي في الحفاظ على مستويات كافية من فيتامين ب1.
أهمية مكملات فيتماين ب1
غالبًا ما يكون تناول الطعام وحده غير كافٍ للحصول على التأثير "العلاجي" المراد من فيتامين ب1. وتتجلى المشاكل الأخرى التي يمكن تخفيف حدتها عن طريق تناول فيتامين B1 : دوار السفر، تقرحات الفم (Mouth ulcer)، متلازمة تململ الساقين (غالبًا ما ترتبط بالإفراط في تناول السكر)، طنين الأذن أو حتى توقف التنفس أثناء النوم واضطرابات النوم بشكل عام.
كخلاصة، يعتبر فيتامين ب1، أو الثيامين، ضروريا لإنتاج الطاقة و عمل الجهاز العصبي بشكل سليم. يساعد هذا الفيتامين على استقلاب الجلوكوز ويمنع الاضطرابات العصبية ومشاكل الجهاز الهضمي. ويمكن أن يسبب نقصه التعب والتهيج والاختلالات العصبية. يعمل B1 بسرعة لتهدئة التوتر عن طريق إنتاج حمض غاما -أمينوبيوتيريك (بالإنجليزية: gamma-aminobutyric acid) ويُسمى اختصارًا غابا (GABA)، وهو ناقل عصبي مهدئ. كما يلعب فيتامين ب1 دورا مضاد للأكسدة ضد أضرار السكر، مما يساعد على منع المضاعفات لدى مرضى السكري. للحصول على أكبر استفادة من فيتامين ب1، غالبًا ما تكون المكملات ضرورية.