العسل طعام شهي ولذيذ، وهو معروف بفوائده العديدة منذ القدم. يحتوي العسل وخاصة العسل الملكي على خصائص مضادة للبكتيريا ومضادة للالتهابات، ويستخدم في العديد من العلاجات الطبيعية. ومع ذلك، فقد كان للعسل دور آخر في التاريخ حيث كان يُعتبر مادة خطيرة يمكن استخدامها كسلاح في الحروب.
العسل السام في العصور القديمة
عسل الردندرة
لم تكن كل أنواع العسل آمنة للاستهلاك. العسل الذي يجمعه النحل من زهور نبات الردندرة (Rhododendron) يحتوي على سموم ضارة جدًا بالبشر. هذا النوع من العسل يمكن أن يسبب الهلوسة، الشلل، وحتى الموت.
استخدام عسل الردندرة في الحروب
واقعة عام 401 قبل الميلاد
في عام 401 قبل الميلاد، خلال ثورة كورش الأصغر ضد أخيه ملك فارس أرتحششتا الثاني، استغل السكان المحليون في آسيا الصغرى (الأناضول حاليًا) هذا العسل السام. عندما عاد آلاف المرتزقة اليونانيين بعد مقتل كورش، وجدوا في طريقهم كعك العسل في منازل مهجورة. هذا العسل كان من النوع السام، وتسبب في وفاة العديد منهم وشل حركة آخرين، مما ساعد السكان المحليين في القضاء على الغزاة.
حادثة عام 97 قبل الميلاد
في عام 97 قبل الميلاد، استخدم ملك "بونتوس"، "ميثريداتس السادس"، العسل السام كسلاح ضد الجحافل الرومانية بقيادة "بومبي". قام بتركيب خلايا نحل تحتوي على العسل السام في طريق الجيش الروماني. عندما تناول الجنود الرومان هذا العسل، أصيبوا بالغثيان والهلوسة، مما جعلهم غير قادرين على مقاومة الهجوم، وأسفر ذلك عن وفاة ما يقرب من 1500 جندي.
في الواقع، العسل، رغم كونه غذاءً طبيعيًا مفيدًا، يمكن أن يكون قاتلاً إذا جمعه النحل من رحيق أزهار سامة. حوادث استخدام العسل السام في الحروب التاريخية تبرز أهمية معرفة مصادر الغذاء وتأثيراتها المحتملة على الصحة. تظل هذه القصص شاهداً على ذكاء واستراتيجية البشر في استخدام الموارد الطبيعية لتحقيق أهدافهم.