يمكن أن يثير ركوب الطائرة أحيانًا بعض الأسئلة التي لا نطرحها بالضرورة عند ركوب القطار أو السيارة، على سبيل المثال : هل يمكن للطائرات السير أو الرجوع إلى الخلف ؟
جر الطائرة (pushback) : يمكن أن تسير الطائرة الى الخلف... بشروط معينة !
نعم، يمكن للطائرات الرجوع أو السير إلى الخلف، لكن المناورة استثنائية ولا تتم بشكل منهجي تقريبًا كما هو الحال مع السيارة. إذا احتاجت الطائرة إلى التحرك للخلف للخروج من منطقة وقوفها قبل الإقلاع، على سبيل المثال، فيمكن إجراء ما يسمى بجر الطائرة (pushback)، أي مناورة يقوم بها جرار طائرات قوي نسبيًا سيجر الطائرة للخلف. بمجرد وضعها في الموضع الصحيح، يمكن للطائرة أن التحرك نحو المدرج والطيران في الهواء ! يحتوي نظام جر الطائرة على قضيب جرّ يقوم برفع العجلات الأمامية للطائرة لتحريكها إلى الخلف. لا تتطلب جميع الطائرات الدفع للخلف، لأن الطائرة لا تحتاج بالضرورة إلى التحرك للخلف. كل هذا يتوقف على موقفها في مدرج المطار.
الدفع العاكس : طريقة أخرى لعكس اتجاه الطائرة
وهكذا، يمكن للطائرة الرجوع إلى الخلف باستخدام نظام جر الطائرة، ولكن هناك طريقة أخرى تسمح نظريًا بتنفيذ نفس المناورة. من الناحية النظرية فقط، لأن العملية تنطوي على بعض القيود التي تساهم في جعل استخدامها نادرًا: وهي عبارة عن عاكس الدفع أو الدفع العاكس (بالإنجليزية : thrust reverser). يسمح هذا للطائرة بإبطاء سرعتها عند الهبوط عن طريق عكس اتجاه الهواء المطرود من الأمام. الدفع العاكس ينتج قوة دفع في الاتجاه المعاكس للسماح للطائرة بإبطاء سرعتها عندما تهبط. إذا تم عكس الدفع، فمن الممكن تحريك الطائرة للخلف، وهذه الطريقة يُطلق عليها باورباك (Powerback). هذه الطريقة مستهلك جدا للطاقة، وتصدر صوتا صاخبا وهي أكثر خطورة (والمحركات غير مصممة لعمل دفع عكسي)، ولذلك، فإن هذه الطريقة ليست الأكثر استخدامًا.
لماذا لا تسير الطائرة إلى الخلف ؟
أحد الأسباب الرئيسية لعدم رجوع الطائرات عمومًا إلى الخلف يتعلق بتصميمها الديناميكي الهوائي وتكوين المحرك. تم تصميم الطائرات للتحرك بكفاءة عبر الهواء في اتجاه محدد، وعادة ما يكون للأمام. تم تحسين شكل الطائرة، بما في ذلك أجنحتها وجسمها وذيلها، من أجل الارتفاع والثبات في اتجاه معين. عادة ما يتم تركيب محركات الطائرات تحت الأجنحة، وقد تم تصميم توربيناتها لدفع الهواء إلى الخلف، مما يدفع الطائرة إلى الأمام.
قد يكون الرجوع إلى الخلف ممكنًا من الناحية الفنية في بعض الطائرات، ولكن هذا قد يتطلب محركات عكسية (والتي يمكنها عكس اتجاه الدفع) أو أجهزة خاصة لعكس اتجاه تدفق الهواء من المحركات. ومع ذلك، فإن إضافة مثل هذه الأنظمة من شأنه أن يزيد من تعقيد ووزن الطائرة، وهو أمر لا ضرورة له بالنظر الى الحاجة النادرة إلى الرجوع للخلف على مدرج المطار. ومن الناحية العملية، يمكن المناورة بالطائرات على الأرض في الاتجاه المعاكس باستخدام قاطرات خاصة في المطارات للتحرك عبر المساحات الضيقة، لكن ذلك لا يتم باستخدام قوة محركات الطائرة.
هل يمكن لطائرة الهليكوبتر التحرك للخلف ؟
نعم، يمكن لطائرات الهليكوبتر أن تطير في الاتجاه المعاكس أي الخلف. على عكس الطائرات، فإن المروحيات أو طائرات الهليكوبتر قادرة على الطيران في أي اتجاه، بما في ذلك إلى الخلف، عن طريق تغيير زاوية ميل شفرات دوّار المروحية (بالإنجليزية : Helicopter rotor). تعود قدرة المروحية على الطيران في الاتجاه المعاكس إلى تصميم نظام الدوار (بالإنجليزية : rotor system). يمكن إمالة شفرات الدوّار بزاوية سلبية، مما يعكس اتجاه تدفق الهواء الناتج عن الدوار. من خلال ضبط زاوية المواجهة للشفرات، يمكن للطيار أن يجعل الدوار يولد قوة خلفية، مما يسمح للمروحية بالتحرك في الاتجاه المعاكس.
ومع ذلك، يمكن أن يكون التحكم في الرجوع للخلف في المروحية أكثر تعقيدًا من التحكم في التحرك للأمام، ويتطلب بعض المهارة من جانب الطيار للحفاظ على الاستقرار والسيطرة على المروحية. بالإضافة إلى ذلك، فإن معظم المروحيات الحديثة مجهزة بأنظمة إلكترونية متطورة تساعد الطيار في هذه المناورات الدقيقة.