لا تزال الثقوب السوداء تثير فضول العلماء وعامة الناس. وكما نعلم، فإنها تتشكل بعد انهيار نجم ضخم جدًا.
الجاذبية قوية جدًا بحيث لا يمكن لأي شيء، ولا حتى الضوء، الهروب من هذا الثقب الأسود. هناك عدد كبير من هذه الثقوب في الكون. لكن بعض علماء الفيزياء الفلكية يذهبون إلى حد تصور أن هذا الكون نفسه، أي مجرتنا والأرض معها، هو جزء من ثقب أسود.
لفهم هذه النظرية الغريبة، يجب علينا أولاً أن نتذكر أنه بالنسبة لبعض العلماء، فإن الكون الذي يضم مجرتنا، وعدد لا يحصى من المجرات الأخرى، ليس الوحيد. قد يكون هناك العديد منها، والتي يسميها العلماء الأكوان المتعددة.
ممرات من عالم إلى آخر
ويفترض أنصار هذه النظرية أن الثقب الأسود بمثابة نوع من الممر بين عالمين. وبالفعل، فإن المادة المنجذبة إلى قاع الثقب الأسود تصل إلى درجة من الاكتناز والصغر بحيث لا يمكنها الانهيار أكثر.
المادة في هذه الحالة تسمى "التفرد". لكنها ليست فقط صغيرة وكثيفة بشكل لا نهائي. وفقا للعلماء، فإنها سوف تلتوي أيضا بسبب تأثير دوران الثقب الأسود.
إذا صدقنا هذه النظرية، فإن هذه "البذرة" الصغيرة، الكبيرة مثل الكون بأكمله، ومليارات المجرات الموجودة فيه، ستكون جاهزة للامتداد فجأة، كما لو أنها اندفعت بواسطة نابض قوي. وهنا نجد تفسيرا للانفجار الكبير.
وبعبارة أخرى، فإن ما نسميه "الانفجار الكبير" ليس سوى التوسع المفاجئ لمادة الثقب الأسود، والذي كان من الممكن أن يكون موجودا في كون آخر. ومن ثم فإن كوننا قد ولد في ثقب أسود، حيث سيتطور دائمًا داخله.
وبالتالي فإن الأكوان قد تكون داخل مع بعضها البعض، مثل الدمى الروسية. وستكون الثقوب السوداء بمثابة الجسور التي تربط بينها. لن يتمكن سكان الأرض أبدًا، بعد أن ضاعوا داخل هذا الثقب الأسود الهائل، من إثبات وجود كون موازٍ محتمل.