كم من الوقت يمكن السباحة في الماء البارد جدا والبقاء على قيد الحياة ؟ علينا أولا أن نعرف ماذا نقصد بالماء البارد. يعتبر الماء باردًا بشكل عام عندما تنخفض درجة حرارته عن 19 درجة مئوية.
يمكن اعتبار الماء متجمدًا عندما تكون درجة حرارته حوالي 3 درجات مئوية. يعتمد وقت البقاء حيّا في الماء البارد، بالطبع، على درجة حرارته.
يقدّر المتخصصون هذا الوقت بحوالي 3 ساعات عند 15 درجة مئوية. لكن الشخص الغاطس في ماء بدرجة حرارة 3 درجات مئوية لن يبقى على قيد الحياة أكثر من 45 دقيقة. هذه المدة تقلّ إلى 30 دقيقة عند 0 درجة مئوية.
هذه هي المدد القصوى. في الواقع، هناك عدة عوامل يمكن أن تحد من مدة البقاء على قيد الحياة في المياه شديدة البرودة أو المتجمدة.حيث قد تحدث صدمة حرارية أو صدمة البرودة (Cold water shock).
من جهة أخرى، فإن الإرهاق بعد السباحة، خاصة إذا كانت الحركات غير منتظمة، يمكن أن يؤدي إلى وفاة السباح قبل الأوان. في الواقع، يمكن أن يحدث انخفاض حاد في حرارة الجسم، يتبعه انهيار، أي انخفاض مفاجئ في ضغط الدم، وأحيانًا حتى بعد إنقاذ الشخص.
تكيف الجسم مع درجات حرارة الماء المنخفضة
إذا تمكن الشخص الغاطس في الماء البارد جدًا من البقاء على قيد الحياة لفترة معينة من الزمن، فذلك يرجع إلى تكيف جسم الإنسان مع هذه الظروف القاسية.
في الواقع، وفي هذه الحالة، تميل الأوعية الدموية إلى الانقباض، مما يقلل من قطرها. هذه الظاهرة تقلل من تدفق الدم إلى سطح الجلد، وبالتالي تحد من فقدان الحرارة. وهكذا يتمكن الجسم من الحفاظ على درجة حرارته الطبيعية لبعض الوقت.
سوف تحدث قشعريرة أيضا، والتي تعمل على زيادة معدل ضربات القلب وحرارة الجسم، ولكن لفترة قصيرة.
يمكن أيضًا لأي شخص غاطس في هذه المياه الجليدية أن يزيد من وقت بقائه على قيد الحياة. وبالتالي، يجب عليه أن يسبح بأقل قدر ممكن ويدع نفسه يطفو، مع تجنب الحركات الكبيرة والسريعة.
وأفضل وضعية يمكن اتخاذها، إن أمكن، هي وضعية الجنين، بضم الساقين معًا ورفع الفخذين.