في بعض القضايا الجنائية، ليس من الممكن دائمًا العثور على أثر جثة مدفونة في الطبيعة. ومع ذلك، فإن طريقة جديدة تتجلى في تحليل النباتات التي تنمو في المكان حيث دفنت الجثة يمكن أن يكشف عن وجودها.
طريقة بحث جديدة
في كثير من الأحيان، بسبب غياب العلامات التي يقدمها المشتبه بهم، تفشل عمليات البحث للعثور على الجثة. على الرغم من أنه من المرجح أن تنجح عمليات البحث في الأراضي الغير مغطاة بالنبات، إلا أن البحث يكون أكثر صعوبة في المناطق التي فيها أشجار ونباتات كثيفة.
لكن، في ظل هذه الظروف، فالنباتات بالتحديد هي التي يمكن أن تساعد في العثور على هذه الجثث. على الأقل هذا ما اقترحه مقال نُشر في مجلة أمريكية. ويؤكد المؤلفون، في الواقع، أن تحلل الجثة يمكن أن يغير البيئة الطبيعية للمكان الذي توجد فيه.
للتأكد من نظريتهم، فإن الباحثين الذين يقفون وراء هذه المقالة قاموا بإجراء تجارب مقززة إلى حد ما، ولكنها مفيدة جدًا من حيث تطبيقاتها المحتملة. في الواقع، قاموا بدراسة آثار تعفن البقايا البشرية على النباتات المحيطة.
الجثة تغير النباتات المحيطة
وبالتالي فإن النباتات التي تنمو بالقرب من الجثة المدفونة في الأرض ستتغير تركيبتها. في الواقع، عندما تتحلل الجثة، فإنها تطلق مواد معينة، وخاصة مركبات النيتروجين.
هذا الإطلاق الهائل للنيتروجين له تأثيران أساسيان على النباتات. أولا، فإنه سيغير لونها. وكذلك، فإن الفلوريّة أو الإِسْتِشْعاع "Fluorescence" (تعرف بشكل عام بأنها إصدار ضيائي لمادة عندما يتوافق طول موجة الشعاع الساقط عليها مع مستويات الطاقة لذرات أو جزيئات تلك المادة) المنبعث من الأوراق، بسبب الكلوروفيل، لا تشبه الوضع المعتاد للنبات.
ويمكن أن يتأثر تركيب النباتات بوجود مكونات أخرى في الجثث البشرية، مثل وجود القليل من الكادميوم في رئتي المدخنين، على سبيل المثال، أو بمواد موجودة في الملابس أو الأحذية.
يمكن للطائرات بدون طيار، المجهزة بأجهزة محددة، قادرة بشكل خاص على اكتشاف فلورة الأوراق، تحديد التغيرات النباتية التي تشير إلى وجود بقايا بشرية.
تحتاج تقنية البحث الجديدة هذه إلى مزيد من التحسين. في الواقع، ينبغي أن يسمح تطويرها، مع الوقت، من الممكن عدم الخلط بين "منطقة التحلل" التي تنتج عن بقايا جثث الحيوانات وتلك الناتجة عن وجود بقايا جثة بشرية.