على الصورة "جيف بيزوس" و "إيلون ماسك" يتناولان الغداء في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
تبدو هذه الصورة تافهة للوهلة الأولى لأنه، في الواقع، أغنى رجل في العالم في ذلك الوقت كان هو "بيل غيتس". كان "جيف" و"إيلون" مجرد رائدا أعمال صاعدين.
ومع ذلك، كان "جيف بيزوس" يجمع بالفعل ثروة مهمة، وتمكن "إيلون ماسك" من بيع إحدى شركاته.
وبعد سنوات قليلة، سيصل هذان الرجلان الى القمة.
الأول والثاني على التوالي في تصنيف أغنى أغنياء العالم : لقد نجحا في إنشاء شركات تدر مليارات الدولارات.
في "أمازون"، كما هو الحال في "سبيس إكس"، ما أثار اهتمامي دائمًا هو ثقافة شركاتهما. تعتبر الشركتان اليوم من الشركات العملاقة وقد قمت بدراسة تطور الشركتين منذ عام 2011.
في عام 2014، عندما عثرت على هذه الصورة، فهمت أن الرجلين كانا يتواعدان.
ولكن ما أثار اهتمامي أكثر هو الشخص الذي بجانبه.
من كان هذا الرجل ؟؟؟ ماذا كان يفعل هناك ؟
من خلال تجربتي، أعلم أن رجال الأعمال يحبون أن يحيطوا أنفسهم بأشخاص يجلبون شيئًا إضافيًا إلى أعمالهم وأردت أن أعرف ما إذا كان هذا الرجل رجل أعمال أيضًا.
وكانت مفاجأتي عظيمة :
اسم هذا الرجل هو "سينديل موليناثان"، وهو ليس رجل أعمال بل هو أستاذ جامعي متخصص في علوم الكمبيوتر والعلوم السلوكية.
إنه متحفظ للغاية، لكن هذا الرجل هو "صانع المليارديرات". عمله بسيط ومدروس ويحدد العلاقات بين حلول تكنولوجيا المعلومات والسلوك الاجتماعي.
وبكل بساطة، تتمثل مهمته في التأكد من أن مشروعك أو عملك يصبح أسلوب حياة لعميلك.
كيف ذلك ؟
هل تعلم أنه عندما تغمض عينيك، ليس اللون الأسود هو الذي تراه !
عندما تغمض عينيك، فإن ما تراه هو الـ Eigengrau. إنه ليس أسود، بل رمادي غامق.
هل تعلم أن معظم أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة هي ذات لون رمادي، لأن الهدف هو تذكيرك بلون الـ Eigengrau الهادئ من أجل إبقائك على الجهاز (هاتف، حاسوب..) لأطول فترة ممكنة ؟؟
لم تتوقع هذا أليس كذلك ؟
لتحديد هذا النوع من العلاقة بين البشر والتكنولوجيا، يستعين قادة الأعمال بأشخاص مثل "سينديل".
هل فهمت الآن لماذا يتناول الغداء مع "جيف بيزوس" و "إيلون ماسك" ؟
على وجه التحديد، ما هي رسالتي لك في هذا المقال ؟
هذه هي الرسالة : إذا كنت تريد بناء مشروع، فيجب أن يخترق منتجك أو خدمتك سيكولوجية عملائك. لذلك يجب عليك إيجاد طريقة للربط بين مشاعر العملاء وخدماتك.
أعرف صديقا في "غانا" يملك حانة قديمة. يقوم بتشغيل موسيقى قديمة لجذب العملاء الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا.
إحدى الأفكار التي قدمتها له لزيادة مبيعاته هي ببساطة العثور على المشروب الأكثر شعبية في السبعينيات، واستيراده إلى غانا، وإضافته إلى قائمته.
مزيج الموسيقى القديمة + الشراب العتيق يجعل العميل يسترجع شبابه وحنينه الى الماضي. والفكرة لاقت نجاحا كبيرا.
تقنية بسيطة ولكنها فعالة لجذب قلوب عملائك المستهدفين.
لا تنس أبدًا استهداف الجانب العاطفي للعميل.
والنجاح يكون حليف من هم أكثر جرأة..