في عام 1997، دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر من خلال تحديد السمنة كأول وباء غير معدي في تاريخ البشرية. بعد 26 عامًا، تقتل السمنة أكثر من مليون شخص سنويًا في أوروبا. على الصعيد العالمي، كان 39٪ من السكان يعانون من زيادة الوزن في عام 2016، و 13٪ يعانون من السمنة.
عندما نعي المخاطر الصحية لزيادة الوزن بشكل كبير، يحق لنا أن نتساءل : لماذا السمنة في ازدياد ؟
أسباب السمنة ليست واضحة
صحيح أن تناول سعرات حرارية أكثر مما يتم حرقه يؤدي إلى تراكم الدهون، إلا أن هذا ليس السبب الوحيد أو الرئيسي للسمنة. في الواقع، ينتج هذا المرض المعقد عن مجموعة كاملة من العوامل التي تضيف أو تكمل بعضها البعض.
على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن للسمنة مكونًا وراثيًا يتراوح بين 40 و 70٪. تؤثر بعض الطفرات المحددة على الشهية والتمثيل الغذائي أو الأيض وتوزيع الدهون في الجسم.
هذا ليس كل شيء : تلعب العديد من العوامل النفسية دورًا في الحفاظ على توازن الوزن. التوتر والقلق والعزلة وضعف الثقة بالنفس كلها أسباب تؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام. بالإضافة إلى ذلك، فإن الوجبات السريعة، الغنية بالدهون والسكر، والمنتشرة في كل مكان في المجتمعات الحديثة، تشجع الناس على تناول أكثر مما يحتاجون إليه.
من بين العوامل الأخرى المهيأة للسمنة، يجب أن نأخذ في الاعتبار أيضًا نمط الحياة الخامل الذي زاد من خلال انتشار استخدام التكنولوجيا المرئية مثل الهواتف والحواسيب والتلفاز وكذلك إمكانية العمل عن بعد. وهناك أيضا صعوبة تناول بعض الأشخاص طعامًا صحيًا بتكلفة أقل، مما يضطرهم الى اللجوء الى تناول الأطعمة المعالجة والمعلبة الأكثر اقتصادية.
علاج السمنة برنامج فردي ومعقد
يكاد يكون من المستحيل توفير استجابة شاملة لمرض متأثر بالعديد من العوامل المختلفة. في الواقع، تكمن صعوبة علاج السمنة في الحاجة إلى رعاية فردية والحاجة إلى دعم طويل الأمد.
وبالتالي، من أجل إجراء تغييرات دائمة في نمط الحياة، من الضروري أن يستفيد الشخص البدين من الدعم العاطفي لمن حوله ومن الطبيب المعالج. من الصعب الحفاظ على العزيمة لمدى بعيد، خاصة في مواجهة المجتمع المستهلك الذي يقدم الأطعمة الدهنية والمالحة والحلوة في كل مكان.
غالبًا ما يكون للأدوية التي تساعد على إنقاص الوزن آثارًا جانبية كبيرة، كما هو الحال مع جراحة علاج البدانة أو السمنة التي تنطوي على مخاطر العدوى والنزيف والمضاعفات.
من ناحية أخرى، حتى عند تحقيق خسارة كبيرة في الوزن، يظل الإنتكاس واستعادة الوزن كثير الحدوث : أكثر من 8 من كل 10 أشخاص ممن اتبعوا نظامًا غذائيًا يستعيدون الوزن الذي فقدوه، أو أكثر. ويفسر ذلك بصعوبة الحفاظ على نمط حياة صارم على المدى الطويل، وحقيقة أن الجسم يحاول استعادة الوزن الذي فقده كردة فعل من أجل البقاء على قيد الحياة.