يبدو أن المهندسين قد وجدوا طريقة ذكية للحفاظ على درجات حرارة معتدلة داخل هذا المبنى دون الحاجة إلى أنظمة تكييف الهواء أو التدفئة. كيف استطاعوا ذلك ؟
في الآونة الاخيرة، أصبحت موجات الحرارة أكثر شدة، وليس من المرجح أن تتراجع شدتها في السنوات القادمة إذا لم نجد الحل لمشاكل تغير المناخ. ومع ذلك، فإن استخدام مكيفات الهواء أصبح هو الحلّ لمواجهة آثار الحرارة، وهو حلّ مفيد في الوقت الحالي، ولكنه يفاقم من مشكلة التلوث المسبب للإحتباس الحراري.
بمعنى آخر، ترتفع درجات الحراة بسبب التلوث، وللتصدي لهذه الحرارة نقوم بالتسبب في التلوث. لكن، يبدو أن المهندسين قد وجد الحل لمواجهة الحاجة المفرطة لأنظمة تكييف الهواء أو التدفئة التي تستهلك بشكل كبير الطاقة.
البناية "2226"
في النمسا، منذ عشر سنوات، ظهر مبنى غير عادي، أطلق عليه اسم "2226"، صممه (ديتمار إيبرل)، المهندس المعماري الذي أنشأ مكاتبه هناك منذ ذلك الحين. هذا الاسم يعكس المفهوم الذي أسس عليه المبنى، وهو الحفاظ على درجات الحرارة بين 22 و 26 درجة. بالطبع، الهدف هنا هو الاستغناء عن أنظمة التدفئة أو مكيفات الهواء، على مدار السنة، بغض النظر عن درجات الحرارة الخارجية.
إنجاز تطلب هندسة عبقرية
لوس أنجلوس، الأندلس، كامبار، ما الذي تشترك فيه هذه الأماكن المختلفة ؟ لقد فهم السكان هناك ببساطة أهمية طلاء الأسطح بالطلاء الأبيض، مما يقلل بشكل طبيعي من درجة حرارة المباني في الصيف. هذا المفهوم ينطبق على المبنى "2226" الذي يتميز بواجهات بيضاء اللون مع أسطح زجاجية أقل.
تتيح المستشعرات الموجودة في المبنى أيضًا إمكانية إدارة مصاريع التهوية تلقائيًا خلال ليالي الصيف. برودة تحافظ عليها الجدران السميكة (70 سنتيمتر من السمك)، المعزولة بشكل جيد للغاية. في فصل الشتاء، تحتفظ هذه الجدران المبنية من الطوب بالحرارة الناتجة عن أجهزة الكمبيوتر، وأجسام القاطنين داخلها. مفهوم بسيط للغاية، لكنه مثال محفز لاستكشاف طرق جديدة في تشييد المباني الموفرة للطاقة.