لماذا تميل النساء الى كثرة الأكل خلال فترة الحيض ؟

تعرفي على كل ما يخص الدورة الشهرية: أسبابها، أعراضها، ومدتها الطبيعية. نناقش مشاكل الدورة الشهرية عند البنات، وأسباب تغير موعدها أو تأخرها. نقدم نصائح حول كيفية تقصير مدة الدورة وطرق الحمل السريع بعدها. نتطرق إلى مواضيع مثل الإفرازات البنية قبل الدورة والصلاة، واستمرار الدورة لأكثر من 7 أيام. نشرح الدورة للأطفال بأسلوب مبسط، ونذكر اسمها العلمي. كما نتحدث عن حبوب منع الدورة وإمكانية حدوث الحمل مباشرة بعدها.

تتميز فترات الحيض أو الدورة الشهرية بوجود تغيرات هرمونية كبيرة، يرافقها زيادة في الشهية لدى العديد من النساء. لفهم سبب ميل النساء لتناول المزيد من الطعام خلال فترة الحيض، نحتاج إلى إلقاء نظرة على ما يحدث في جسم المرأة أثناء الدورة الشهرية.


التقلبات الهرمونية وتأثيرها على الشهية

عند المرأة، تستمر الدورة الشهرية حوالي 28 يومًا. خلال النصف الأول من الدورة، تزداد مستويات هرمون الاستروجين تدريجيًا حتى تصل الى الذروة : هنا تحدث الإباضة، حيث يتم تحرير بويضة من أحد المبيضين. هرمون الاستروجين هو هرمون يقلل من الشهية، لذلك تميل النساء إلى تناول كميات أقل من الطعام في أول 14 يومًا من الدورة.


في المقابل، بعد الإباضة، يتغير توزيع الهرمونات. ينخفض ​​هرمون الاستروجين، بينما يرتفع هرمون البروجسترون. يحفز هذا الهرمون الشهية ويهيئ الجسم لحمل محتمل، لا سيما عن طريق تبطين الرحم بالغشاء المخاطي. طوال المرحلة الأصفرية (الاسم العلمي: Luteal phase)، أي من الإباضة حتى الحيض، يزداد هرمون البروجسترون وتزداد الشهية معه. في كثير من الأحيان، تعاني النساء من ذروة الجوع قبل الدورة الشهرية مباشرة. والسبب ببساطة النظام الهرموني.


زيادة احتياجات الطاقة أثناء الحيض

لتحطيم بطانة الرحم، الغشاء الذي يبطن الرحم، وطرده من الجسم، يحتاج جسم المرأة إلى طاقة إضافية. من المعلوم أن المرأة خلال فترة الحيض تحرق حوالي 100 سعرة حرارية في اليوم أكثر مما تحرق في الأيام العادية. تظهر هذه الزيادة في احتياجات الطاقة من خلال زيادة الشهية.


تناول المزيد من الطعام للحد من هذا الانزعاج

الرغبة في تناول الطعام التي تشعر بها المرأة أثناء الحيض ليس سببها فقط فسيولوجيًا، بل تأتي الرغبة أيضًا من حاجة نفسية لطمأنة النفس والتخلص من هذا الإنزعاج. التقلبات الهرمونية، على سبيل المثال، تولد حالة مزاجية مضطربة التي يمكن أن تنتقل من التوتر إلى الاكتئاب أو الغضب بسرعة كبيرة. لتحمّل هذه التقلبات العاطفية الشديدة، يحفز الجسم الشهية والرغبة في تناول الأطعمة التي تمنح شعورا بالرضا وهي الكربوهيدرات أو الدهون، والتي تنشط نظام المكافأة في الدماغ وتحد من الانزعاج.


يمكن أن تتقلب مستويات السكر في الدم أيضًا أثناء الحيض، مما يتسبب في اشتهاء الطعام مع الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الحلوة. أخيرًا، للتخفيف من الانزعاج الناتج عن التشنجات والانتفاخ والارتجاع، تعمد بعض النساء الى تناول المزيد من الطعام خلال الدورة، حتى عند غياب الجوع الفسيولوجي. كل هذه الأسباب هي التي تفسر سبب شعور النساء بالجوع بشكل عام خلال فترات الحيض.