العالم الأمريكي (جوزيف ديتوري)، الشغوف بتأثيرات الضغط على جسم الإنسان، مقتنع بأن مثل هذه الإقامة الطويلة تحت الماء يمكن أن تسمح له بمكافحة الشيخوخة.
لقد فعلها ! تمكن الأستاذ من جامعة جنوب فلوريدا، (جوزيف ديتوري)، من تحطيم الرقم القياسي العالمي للوقت الذي تم قضاءه تحت الماء. قضى هذا العالم، بلحمه وشحمه، 100 يوم في كبسولة تحت الماء لدراسة كيفية تفاعل جسده مع ضغط الماء. لأكثر من ثلاثة أشهر، عزل نفسه في كبسولة صغيرة مساحتها 30 مترًا مربعًا تم تركيبها على عمق يزيد عن 9 أمتار تحت الماء. وقد خرج أخيرا في 9 يونيو.
تجدر الإشارة الى أن (جوزيف ديتوري)، 55 عامًا، كان طيلة هذا التحدي محاطًا من قبل العديد من المختصين. وقال في بيان "لم يقضي جسم الإنسان قط من قبل كل هذه المدة الطويلة تحت الماء". وأضاف "لقد غيرتني هذه التجربة بشكل كبير، وآمل أن ألهم جيلًا جديدًا من المستكشفين والباحثين لتخطي الحدود".
قبل البدء في المشروع، أجرى سلسلة كاملة من الفحوصات الطبية والنفسية (تحليل الدم، الموجات فوق الصوتية، تخطيط القلب الكهربائي، اختبارات الخلايا الجذعية). طوال فترة مكوته تحت الماء، قام فريق طبي بتتبعه عن طريق إجراء مزيد من الاختبارات. وكان الهدف هو دراسة العديد من العوامل : تفاعلات دماغه، ومعدل ضربات قلبه، وضغط دمه، وبوله، وتشبعه بالأكسجين، وحجم عضلاته بشكل خاص، واستخلاص النتائج منها. كما تتبع حالته طبيب نفسي ومحلل نفساني لرصد الآثار العقلية لهذه البيئة على مدى فترة طويلة.
"إنسان خارق" بجسم أصغر حجما
سوف يستغرق الأمر حوالي ستة أشهر لاستخلاص النتائج من جميع البيانات التي تم جمعها خلال هذه المهمة. قبل مغادرته، توقع الباحث أن يكون لهذه الإقامة تأثير مشابه لتأثير رحلة رواد الفضاء إلى الفضاء. وأوضح قائلا: "ستفحص هذه الدراسة جميع تأثيرات هذه الرحلة على جسدي، لكن فرضيتي هي أنه سيكون هناك تحسن في صحتي بسبب زيادة الضغط"، مشيرا الى أن الخلايا إذا تعرضت لزيادة الضغط تتضاعف في خمسة أيام فقط. من الناحية النظرية، يمكن لهذا التعرض للضغط أن يسمح له بإطالة عمره، ومحاربة الأمراض المرتبطة بالشيخوخة. قال مازحا قبل الغوص : "ربما سأصبح إنسانًا خارقًا!"
من بين النتائج الأولى التي لوحظت، حتى لو كانت مؤقتة : "طوله الذي انخفض بمقدار 1.27 سم"، وانخفض مستوى الكولسترول لديه "بمقدار 72 نقطة" وزادت مدة فترة النوم المتعلقة بالأحلام التي "انتقلت من 40٪ إلى أكثر من 60٪".
بالإضافة إلى هذه الدراسة التي أجراها على نفسه، أراد أستاذ الهندسة الطبية الحيوية توعية الشباب بالبحث العلمي من خلال هذه التجربة، موضحًا لهم أنه يمكن أن يكون ذلك "رائعًا". لذلك رحب بزيارة حوالي ثلاثين تلميذاً في كبسولته.