على مدى السنوات القليلة الماضية، حققت تكنولوجيا السيارات قفزة كبيرة إلى الأمام مع وصول أنظمة مساعدة السائق الجديدة وميزات السلامة المحسّنة. على الرغم من أن السيارات ذاتية القيادة لا تزال في مرحلة التطوير، إلا أن العربات الكلاسيكية أصبحت أكثر كفاءة وأسهل في القيادة، وذلك بفضل الابتكارات التكنولوجية مثل القيادة المساعدة، والفرملة التلقائية في حالات الطوارئ، ومستشعرات البقع العمياء وغيرها الكثير. في هذا السياق، يستفيد السائقون من تجربة قيادة أكثر راحة وأمانًا، مع المساهمة في الحد من حوادث الطرق. ومع ذلك، من المهم الإشارة الى أن الطريق نحو السيارة ذاتية القيادة لا يزال طويلاً، بوجود تحديات تكنولوجية وتنظيمية واجتماعية يجب التغلب عليها.
رؤية أكثر وضوح بفضل الكاميرات
تزيد الشركات المصنعة من كفاءة ووضوح الرؤية على متن السيارة من خلال استخدام الكاميرات المدمجة في المقدمة. يتم نقل صورة البيئة المحيطة مباشرة إلى شاشة موجودة على لوحة القيادة. وبالتالي، فمثلا في سيارات (رينو) زاد مجال الرؤية بنسبة 24٪. حيث يظهر هيكل السيارة شفافًا على الشاشة من أجل رؤية ما هو مخفي تحت السيارة وإيقافها دون التعرض لخطر الاصطدام بالأرصفة.
بيانات تظهر على الزجاج الأمامي للسيارة
يستغرق سائق السيارة حوالي ثانية للبحث عن بيانات على لوحة القيادة. للحد من هذا التأخير، قام المصنعون باستيراد تكنولوجيا من صناعة الطيران لدمجها في السيارات : هذه التكنولوجيا تدعى جهاز العرض بمستوى الرأس (بالإنجليزية : Head-up display) المعروف أيضًا باسم هود (HUD). تعرض شاشة عرض شفافة على الزجاج الأمامي بيانات مثل السرعة والملاحة ووجود عائق والاتجاه الذي يجب أن تسلكه أو تنبيهات أعطال السيارة. في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية الأخير في لاس فيغاس (CES)، في الولايات المتحدة، قدمت BMW نموذجًا من (جهاز العرض بمستوى الرأس) يشغل عرض الزجاج الأمامي بالكامل.
المزيد من الأمان بفضل المستشعرات
للحد من النوم أثناء قيادة السيارة، وهو السبب الرئيسي للحوادث، فإن المزيد والمزيد من السيارات صارت بها أجهزة تنبيه ضد النعاس. تتمركز هذه الأجهزة على المقود، في المرايا وفي مقصورة الركاب، على مستوى العين، تقوم المستشعرات بتحليل نظرة السائق وتصرفاته والعلامات البيولوجية (درجة حرارة الجسم، وضربات القلب) في الوقت الفعلي. إذا ثقلت أجفانه أو تباطأ نبض قلبه، فهذا يدل على أنه ينام، وعلى الفور يطلق النظام إنذارًا. يمكن أيضًا استخدام هذه المعلومات لإعداد تقرير عن سلوك السائق، مع عناصر لتحسينه.
رقمنة متكاملة لعملية ركن السيارة في موقف السيارات
لا حاجة للبحث عن عداد انتظار السيارات (Parking meter) أو العلامة ! قامت الشركات المصنعة مثل فولفو بدمج تطبيق EasyPark في بعض موديلاتها، والذي يدير عملية وقوف السيارات إلكترونيا، في الشارع أو في مواقف السيارات المغطاة، مباشرة من لوحة القيادة. والأفضل من ذلك، أن التطبيق يغلق المعاملة بمجرد أن يغادر السائق مكانه من أجل الدفع مقابل المدة المحددة لركن سيارته. تجعل هذه الخدمة الرقمية أيضًا سائق السيارة يعرف مكان تواجد مواقف السيارات في المناطق القريبة.
استشعار أفضل للعقبات
يعد مستشعر الليدار أو اللادار ضروريًا للتطور المستقبلي للسيارات ذاتية القيادة - وهو تقنية أدت إلى العديد من الاكتشافات في علم الآثار - وبالفعل فقد تم تجهيز بعض السيارات الكلاسيكية بهذا المستشعر. يعمل الليدار مثل الرادار، ولكن بدلاً من استخدام الصوت لاستكشاف محيطه، يقوم النظام بإصدار ضوء الأشعة تحت الحمراء ويقيس التأخير بين نبضة الضوء الصادرة ونبضة العودة. وبالتالي فهو يكتشف العوائق ويحسب المسافة، على سبيل المثال، المسافة بين سيارتك والسيارة التي أمامك. هذه القياسات هي ثلاثية الأبعاد، وعلى عكس الكاميرات البسيطة، لا تفقد فعاليتها في الليل أو في الأحوال الجوية السيئة.
التحقق من الهوية عن طريق بصمة الوجه
بعد بصمة الوجه في الهاتف الذكي، حان دور السيارة لتتحقق من هوية السائق بنظرة بسيطة الى الكاميرا ! قامت علامة Hyundai التجارية بالفعل بتجهيز إحدى سياراتها الرياضية متعددة الاستخدامات بتقنية Face Connect، والتي تفتح الباب عندما يقترب السائق منها، حتى لو لم يكن لدى الأخير مفاتيح. ثم يتم تشغيل السيارة ببصمة الإصبع. سيسمح هذا النوع من النظام المتكامل أيضًا بالتكيف تلقائيًا مع ضبط المرايا والمقعد (حتى اختيار الموسيقى) حسب تفضيلات السائق.
سيارة معاد تدويرها وقابلة لإعادة التدوير
لا مزيد من الجلود داخل السيارة ! السيارة الصديقة للبيئة و"النباتية"، بدون مقاعد جلدية، وتقريباً بدون بلاستيك. لقد تم بالفعل دمج المواد الحيوية المكونة من فول الصويا أو البنجر في وسادة المقعد. أصبح القنب، الخفيف والمزروع بدون سقي أو مدخلات كيميائية، أليافًا مقاومة نجدها في كل مكان : في بطانات صندوق السيارة أو على لوحة القيادة أو في المواد الهجينة التي ستحل محل البلاستيك. والأهم أن هذه المادة قابلة لإعادة التدوير.
ترشيد أكبر لإستهلاك الطاقة
تمثل السيارات الكهربائية 1٪ فقط من أسطول السيارت، ولكنها تمثل 12٪ من سوق السيارات الجديدة. يستمر عددها في النمو، مما يثير مسألة توفير الطاقة اللازمة لكهرباء السيارة. خاصة وأن انتشار الموارد الرقمية (الشاشات، وأجهزة الكمبيوتر الموجودة على متن السيارة، وما إلى ذلك) يزيد من قيمة الفاتورة. لهذا السبب، تم تجهيز العديد من الموديلات بمضخة حرارية، والتي تسمح بالإقتصاد بنسبة 10 إلى 15٪، لا سيما عن طريق تقليل الطاقة المأخوذة من البطارية لتسخين مقصورة الركاب.
في غضون عشر سنوات، سيتم التواصل بين السيارات
صارت السيارة رقمية وأصبحت امتدادًا للهاتف الذكي. يتيح لك الهاتف، المتصل بالسيارة عن طريق نظام Open R Link على سبيل المثال، ضبط درجة الحرارة وتشغيل الموسيقى المفضلة لديك والعثور على الطريق واكتشاف أماكن محطات الشحن للسيارات الكهربائية. يوفر الواقع المعزز بالفعل مزيدًا من الرؤية الواضحة للسائق وبيانات عن الطريق عبر لوحة القيادة. متصل بنظام تثبيت السرعة، يتفاعل وفقًا للعربات الأخرى وحالة الطريق.
لمواجهة تحدي التنمية المستدامة، يعمل الإتحاد الأوربي على التخلص من الكربون بنسبة 100٪ من دورة الحياة الكاملة لمنتجاته بحلول عام 2040. لقد بدأ الجلد بالفعل في الاختفاء تدريجياً، حيث تم استبداله بمواد ذات مصادر حيوية مثل القنب أو الفلين أو السليلوز الخشبي. تسمح العملية أيضًا بتقليل استهلاك المذيبات لطلاء هيكل السيارة.
فيما يتعلق بالسلامة، تقلل التقنيات الموجودة على متن السيارة من الحوادث بنسبة 70٪. في النهاية، ستنشئ المستشعرات الموجودة في السيارات تقارير القيادة التي ستقلل من تكاليف التأمين (إذا كانت جيدة !). في غضون عشر سنوات، ستتبادل السيارات العالقة في ازدحام مروري المعلومات مع بعضها البعض لتسهيل حركة المرور.