تسبب بعض المشاعر شكلاً من أشكال الشره المرضي لدى بعض الأشخاص. لكن هذا ليس هو الحال، على ما يبدو، مع شعور الحب. هذا الأخير يجعل صاحبه يفقد الرغبة في الطعام.
الهرمونات والحب: العلاقة الخفية
إذا كانت شهية العشاق تقل بسبب مشاعر الحب، فذلك في المقام الأول راجع الى الهرمونات التي ينتجها الجسم بوفرة أثناء التعلق بالحبيب. بدءاً من الأوكسيتوسين، الملقب أحياناً، على نحو ملائم، بهرمون الحب.
الأوكسيتوسين: "هرمون الحب"
في عام 2015، نظرت دراسة في تأثير هرمون الأوكسيتوسين على الشهية. تم دعوة حوالي عشرين مشاركًا، و طُلب من بعضهم استنشاق الأوكسيتوسين والبعض الآخر دواء وهمي. ثم تم تقديم وجبة إفطار دسمة لهم.
لاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين استنشقوا الأوكسيتوسين تناولوا كميات أقل من الطعام. في بداية العلاقة الغرامية، تقوم هرمونات أخرى، مثل الدوبامين أو السيروتونين، والتي يتم إنتاجها بكميات كبيرة أيضًا، بتقليل الشهية. أما بالنسبة للفينيثيلامين، فهو المسؤول عن ما يطلق عليه "الحب من النظرة الأولى" !
بعبارة أخرى، الشخص الواقع في الحب يكون مشغولًا جدًا في التحكم في العواطف التي تطغى على تفكيره على حساب تناول الطعام.
العوامل النفسية وتأثيرها على الشهية
لكن الهرمونات ليست الجاني الوحيد. تعتبر بداية العلاقة الغرامية وقتًا ممتعًا، ولكن من نواحٍ أخرى يمكن أن تكون أيضًا مصدرًا للقلق.
في الواقع، يبدأ الشخص الواقع في الحب في التساءل عن مشاعر الآخر وعن مدة هذه العلاقة. هذه كلها ردود أفعال يمكن أن تؤدي إلى التوتر. ونعلم أن هذا الأخير يُفقد المرء الرغبة في تناول الطعام.
علاوة على ذلك، غالبًا ما يكون الأكل بحد ذاته وسيلة لإشغال النفس. خاصة إذا لم يكن لدى الشخص الكثير ليقوله لرفيقه. الشخص المُغرم، في المقابل، منغمس في مشاعر الحب. وغالبًا ما ينسى تناول الطعام. أو على الأقل لا تغريه الوجبة التي يتم تقديمها.
نلاحظ هذا، في المثل الذي يقول أننا في بداية علاقة حب، نعيش "على الحب والمياه العذبة"، وهذا صحيح نوعا ما. حتى أن بعض الأطباء يزعمون أنه في الأشهر الأولى من العلاقة الغرامية، يخسر العشاق ما يصل إلى 5 كيلوغرامات من وزنهم ! وهي طريقة فعّالة للتخسيس (😄).
كخلاصة، إن العلاقة بين الحب والشهية تعكس مدى تعقيد وترابط أنظمة الجسم البشري. بينما قد يكون فقدان الوزن في بداية العلاقة العاطفية أمرًا طبيعيًا، من المهم الحفاظ على التوازن الصحي. فهم هذه العملية يمكن أن يساعدنا في التعامل بشكل أفضل مع التغيرات التي تطرأ على أجسامنا وعقولنا خلال فترة الوقوع في الحب.