كما هو واضح للجميع، هناك بعض التفاوتات الجسدية بين الرجال والنساء، مثل نسبة العضلات والدهون في الجسم، وسماكة العظام أو مرونة المفاصل. وفي الوقت نفسه، يصيب الصلع حوالي 25٪ من الرجال دون سن 65 مقابل 2٪ فقط من النساء في نفس الفئة العمرية.
ما سبب هذه الاختلافات ؟ هل ترتبط فقط بالجوانب الجينية والفسيولوجية، أم أنها ترتبط أيضًا بعوامل خارجية ؟
عامل الوراثة والهرمونات في الصلع الوراثي
يرتبط الصلع، أي غياب الشعر في جزء مهم إلى حد ما من فروة الرأس، بحالة من الصلع الوراثي. يصيب هذا الشكل من الصلع 70٪ من الرجال من جميع الأعمار ويتجلى في تساقط الشعر التدريجي. يجب تمييزه عن الصلع الحاد الذي يكون نتيجة العلاج أو التسمم، والصلع الموضعي، الناتج عن العلاج الإشعاعي أو الطفيليات، والثعلبة البقعية، وهي أكثر شيوعًا عند النساء وتتجلى في تساقط الشعر أو ظهور بقع صلع في فروة الرأس.
تلعب هرمونات الأندروجين أهم دور في تساقط الشعر نتيجة الصلع الوراثي. وبشكل أكثر تحديدًا، فإن ثنائي هيدروتستوستيرون، المعروف باسم DHT، الذي ينتجه الرجل بكميات كبيرة، مسؤول عن تقلص بصيلات الشعر لدى الأفراد الذين لديهم حساسية وراثية متزايدة لهذا الهرمون. عندما تكون البصيلات أصغر، يكون عمر الشعر أقصر ويسقط بسرعة أكبر.
يتجلى العامل الوراثي لنمط الصلع الذكوري في الانتشار الكبير للصلع النمطي لدى الفرد الذي له تاريخ عائلي. يمكن لكل من الأم والأب نقل أليلات الجين (بالإنجليزية : allele) المسؤول عن تساقط الشعر، ولكن سيتم التعبير عن هذا الجين بقوة أكبر عند الرجال لأنهم ينتجون المزيد من DHT.
عوامل أخرى لها علاقة بالصلع الذكوري
بالإضافة إلى عامل الجينات، هناك عوامل أخرى يمكن أن تؤثر على تطور الصلع الذكوري والتي يجب أخذها في الاعتبار. الإجهاد، في المقام الأول، سواء كان جسديًا أو عاطفيًا، يتسبب في تساقط الشعر بشكل كبير. في المواقف العصيبة، يفرز الجسم الكورتيزول، وهو هرمون يضعف بصيلات الشعر وبالتالي يمكن أن يسبب تساقط الشعر، إما بشكل دائم أو مؤقت. الرجال الأكثر تعرضًا للإجهاد، أولئك الذين لديهم على سبيل المثال وضع مهني ذو مسؤولية عالية، لديهم مخاطر أكبر للإصابة بالصلع.
من الممكن أيضًا أن يساهم النظام الغذائي والسموم البيئية في الإصابة بالصلع. حيث يمكن أن يؤثر النظام الغذائي غير المتوازن، بما في ذلك نقص بعض الفيتامينات والمعادن، على صحة الشعر ويساهم في تساقطه. على سبيل المثال، يمكن أن يؤثر نقص فيتامينات الحديد والزنك وفيتامين (ب) والبروتين على نمو الشعر ويؤدي إلى تساقطه.
الى جانب النظام الغذائي، فإن التعرض للسموم البيئية مثل تلوث الهواء والمواد الكيميائية الموجودة في الماء والمواد الكيميائية الموجودة في منتجات العناية بالشعر يمكن أن يؤدي إلى تلف بصيلات الشعر ويؤدي ذلك إلى تساقطه. يمكن لمنتجات الشعر التي تحتوي على مكونات مثل الكبريتات والبارابين والسيليكون أن تتلف الشعر وتساهم في تساقطه.
أخيرًا، يمكن للوجبات الغذائية الغنية بالسكريات والدهون المشبعة والأطعمة المصنعة أن تساهم أيضًا في الإصابة بالثعلبة أو الصلع، حيث يمكن أن تؤثر على جهاز المناعة وتسبب الالتهابات التي يمكن أن تتلف بصيلات الشعر.
لذلك من المهم الحفاظ على نظام غذائي متوازن وتقليل التعرض للسموم البيئية لمنع أو تقليل تساقط الشعر. إذا كنت تعاني من تساقط الشعر، فمن المستحسن أيضًا أن تستشير مختص أو طبيب أمراض جلدية لتحديد السبب الأساسي ووضع خطة علاج مناسبة.