إذا سبق لك أن سافرت ليلاً بالطائرة، فربما لاحظت أثناء الإقلاع والهبوط أن أضواء مقصورة الطائرة يتم إطفاءها. حيث يتم الحفاظ على عدد قليل من النقاط المضاءة.
كثيرا ما نسمع أن الهدف من ذلك هو الحد من استهلاك الكهرباء، وبالتالي الطاقة. في الواقع، هذا غير صحيح تمامًا. لإن الطاقة الكهربائية التي تستهلكها المصابيح داخل الطائرة منخفضة جدًا بحيث لا يكون لها أي تأثير على الطائرة. لذلك فإن السبب مختلف تمامًا.
الرفع من السلامة العامة للركاب
الظلام الذي يسود المقصورة أثناء إقلاع أو هبوط الطائرة هو احتراز دائم من حدوث حالة استغاثة.
في حالة حدوث مشكلة بالفعل، فمن المحتمل جدًا أن يضطر الطيار إلى إيقاف تشغيل مصدر الطاقة الرئيسي. من هذا المنظور، من الأفضل إذن تعويد أعين الركاب على الظلام على إغراقهم فجأة في الظلام.
وإلا فإن الركاب سوف يستغرقون بضع ثوانٍ لتعتاد أعينهم على الظلام. وهذا الوقت الضائع قد يكون قاتلاً لهم. حيث لديهم فقط حوالي دقيقة ونصف لإخلاء الطائرة. إذا كانت أعينهم قد اعتادت على الظلام، فسوف يستغرقون وقتًا أقل للعثور على المخرج وسيخرجون من الطائرة بسهولة أكبر.
وأيضا، سوف يعانون بدرجة أقل من التباين بين الضوء الساطع للمقصورة والظلام الذي يسود في الخارج. بعد أن اعتادت أعينهم على الظلام، سيرون بشكل أفضل وجود مزلقة الإخلاء (evacuation slide). وبالتالي، سيساغرق كل راكب وقتًا أقل في القفز على المزلقة، مما يسمح بإخلاء أسرع.
أخيرًا، اعتياد الظلام لفترة من الوقت يسمح للجميع برؤية أفضل لمسارات الضوء التي تؤدي إلى المخارج. وبالتالي، لن يفقد الركاب بضع ثوانٍ ثمينة في العثور على معالم غير واضحة بسبب الانتقال المفاجئ من الضوء إلى الظلام.