في كل مرة نتنفس فيها، نزفر نصف لتر من الهواء. نظريًا، أثناء الغوص، هذا الزفير من شأنه أن يحدث فقاعات في الماء. لفهم الأمر أكثر، سنبدأ بإلقاء نظرة على تركيبة الهواء في قارورة أو اسطوانة الغوص، التي تحتوي على نفس الهواء الذي نتنفسه.
هذا الهواء يتكون من 80% نيتروجين و20% أكسجين. وفي الهواء الذي سنزفره، يوجد نيتروجين، أيضا بنسبة 80%،لأن خلايا الكائن الحي لا تستخدم هذا السائل. والأكسجين بنسبة 15%، لأن الخلايا تستهلك جزءًا صغيرًا منه، وتنتج في المقابل ثاني أكسيد الكربون الذي يمثل 5% من الغازات التي نطلقها.
وهكذا تتكون الفقاعات التي تتشكل حول الغواص من مزيج من النيتروجين، وبشكل أساسي الأكسجين وثاني أكسيد الكربون.
لتجنب أن يتم رصدهم، يتجنب غواصو الكوماندوز استخدام النيتروجين، وهو أمر ممكن تمامًا لأن الجسم لا يحتاج إليه. مع جهاز أو نظام التنفس ذو الدائرة المغلقة، تحتوي أسطوانة الغوص، في الواقع، على أكسجين نقي فقط، وهو ما يفسر صغر حجمها.
يتم إطلاق الأكسجين في كيس، يسمى كيس التنفس حيث يتمدد الأكسجين، مما يسمح للغواصين بالتنفس. وإلا فإن الضغط سيكون أكبر من اللازم. يستنشق الغواص الأكسجين، لكنه لا يطلق أي شيء في الماء، حيث يتم إعادة تدوير الأكسجين أثناء الزفير.
يتم احتجاز ثاني أكسيد الكربون بواسطة علبة تحتوي على جير الصودا (بالإنجليزية : Soda lime)، بينما يعود الأكسجين غير المستهلك إلى كيس التنفس.
جير الصودا (بالإنجليزية : Soda lime) هو خليط من عدة مواد كيميائية، يستخدم بشكله الحبيبي في بيئات التنفس المغلقة مثلما في حالة التخدير العام، الغواصات، جهاز تنفس الغواصين، أقنعة الغاز، غرف إعادة الضغط، يعمل الخليط على إزالة ثنائي أكسيد الكربون من غازات التنفس لمنع احتباسه والتسمم بسببه. يتم تصنيعه عن طريق معالجة هيدروكسيد الكالسيوم بمحلول مركز من هيدروكسيد الصوديوم.
ومن البديهي أنه كلما توالت عمليات التنفس، ينخفض حجم الأكسجين في كيس التنفس. لتجنب المشاكل، يستشعر جهاز الاستشعار الضغط داخل هذا الكيس أو الحقيبة باستمرار. وبمجرد أن يتجاوز الضغط مستوى معين، ستطلق أسطوانة الغوص الأكسجين. بهذه الطريقة، يمكن للغواصين الكوماندوز إنجاز مهماتهم دون أن يلحظهم أحد، والبقاء تحت الماء لساعات.
وبفضل هذا الجهازلا يقوم غواصو الكوماندوز بإطلاق الفقاعات أثناء الغوص، بسبب استخدامهم لنظام غوص يسمى نظام التنفس ذو الدائرة المغلقة (closed circuit breathing system)، الذي على عكس أنظمة التنفس التقليدية التي تطرد الهواء، الذي يستنشقه الغواص، على شكل فقاعات، فإن جهاز التنفس ذو الدائرة المغلقة يعيد تدوير الهواء الذي يتنفسه غواص الكوماندوز ويحافظ على الهواء في دائرة مغلقة، مما يمنع خروجه وبالتالي تكون الفقاعات.
هذا الجهاز له العديد من المزايا، لأنه كما نعرف يمكن سماع الفقاعات على مسافات كبيرة تحت الماء وأيضا يمكن رصدها، مما قد يعرض مهمة غواصي الكوماندوز للخطر. يوفر جهاز أو نظام الدائرة المغلقة أيضًا عدم استنفاذ الهواء المتنفس، وهذا مهم جدا في مهمات الغوص الطويلة.