يشعر الآباء أحيانًا، أثناء مساعدة أطفالهم في واجباتهم المدرسية، أنهم يتعلمون مفاهيم معينة بشكل أسرع وأسهل منهم. في الواقع، هذا ليس مجرد انطباع.
وهذا ما أظهرته للتو دراسة ألمانية جديدة. لفهم الآليات التي ينطوي عليها التعلم، أخضع مؤلفو الدراسة مجموعتين، إحداهما مكونة من الأطفال والأخرى من البالغين، إلى فحوصات معينة أجريت باستخدام تقنيات التصوير المصممة لهذا الغرض.
لقد استطاعوا دراسة سلوك الدماغ قبل وأثناء وبعد مرحلة التعلم التي امتثل لها المشاركون. وهناك دراسة أخرى، أمريكية، حددت الأهداف نفسها، لكنها ركزت بشكل أساسي على التعلم المرئي.
بعد إجراء هذه الاختبارات، أثبت الأطفال، في كثير من الأحيان، أنهم أسرع في تعلم مفاهيم جديدة. وأيضًا أفضل في حفظها. ويعتقد الباحثون أنهم توصلوا الى السبب.
بالنسبة لهم، فإن سبب هذه السهولة الأكبر في التعلم والاحتفاظ بالمعلومات يتجلى في ناقل عصبي يحمل اسمًا معقدًا إلى حد ما. إنه حمض الجاما أمينوبوتيريك، والذي يُسمى ببساطة GABA.
تلعب هذه المادة الكيميائية دورًا كبيرًا في آلية التعلم وكذلك في تعزيز المعرفة المكتسبة. أظهرت الدراسات المذكورة أنه في وقت التعلم، كان تركيز GABA أعلى في أدمغة الأطفال منه لدى البالغين.
وقد تم الحفاظ على المستوى الأعلى من هذه المادة، عند الأطفال، حتى في نهاية وقت التعلم، بينما خلال هذه العملية، لم يخضع هذا الناقل العصبي لأي تغير عند البالغين.
علاوة على ذلك، سمح هذا المستوى العالي من الـ GABA للأطفال باكتساب معلومات جديدة، دون نسيان المعارف السابقة، بعد فترة زمنية مدتها عشر دقائق فقط. بينما احتاج البالغون ساعة لتحقيق نفس النتيجة.
يأمل العلماء أن تفتح مثل هذه الاكتشافات آفاقًا جديدة في مجال التدريس والمناهج التي يتم بها تعليم الأطفال الصغار.