يعد نيكولا تيسلا شخصية مهمة في تاريخ الابتكار التكنولوجي. حيث، أدت مساهماته في اختراع وفهم الظواهر الكهرومغناطيسية إلى تطورات رائدة في العديد من المجالات، بما في ذلك الكهرباء والاتصالات والهندسة الميكانيكية. على الرغم من إنجازاته العديدة، إلا أن العديد من المعتقدات الخاطئة تدور حول حياته واختراعاته. في هذه المقالة، سوف نفحص بعض هذه المعتقدات الخاطئة ونستكشف إنجازات تسلا الحقيقية.
معتقدات خاطئة عن نيكولا تسلا
- نيكولا تسلا كان مجنونًا
من أكثر المعتقدات الخاطئة شيوعًا عن تسلا أنه كان شخص مجنون. صحيح أن تسلا كان معروفًا بعادات غريبة وأنه تحدث عن موضوعات مثيرة للجدل، مثل التواصل مع كائنات فضائية. ومع ذلك، لم يتم تشخيصه أبدًا بمرض عقلي ويعتبره الكثيرون عبقريًا.
- اخترع نيكولا تسلا الراديو
غالبًا ما يُنسب إلى نيكولا تسلا (Nikola Tesla) اختراع الراديو، ولكن في الواقع هذا الابتكار يُنسب إلى (Guglielmo Marconi). على الرغم من أن تسلا قدّم براءات اختراع للاختراعات التي ساعدت في إبتكار الراديو، إلا أنه لم يخترع هذه التكنولوجيا بمفهومها الشامل.
- اكتشف نيكولا تسلا مصدر الطاقة الحرة
غالبًا ما يرتبط اسم تسلا بفكرة مصدر الطاقة المجانية، لكن هذه النظرية تعتبر على نطاق واسع اعتقادًا خاطئًا. على الرغم من أن نيكولا تسلا عمل في مشاريع الطاقة اللاسلكية والطاقة المجانية، إلا أنه لم ينجح أبدًا في إكتشاف مصدر مجاني وغير محدود للطاقة.
اختراعات نيكولا تسلا الحقيقية
- النظام الكهربائي ذو التيار المتردد (AC)
يعد النظام الكهربائي للتيار المتردد (AC) أحد أهم إنجازات تسلا. طور نيكولا تسلا التيار المتردد في نهاية القرن التاسع عشر استجابةً لقيود نظام التيار المباشر (DC) الذي كان يستخدم على نطاق واسع. كان النظام الكهربائي للتيار المتردد (AC) أكثر أمانًا وكفاءة من نظام التيار المباشر (DC)، واكتسب في النهاية اعتمادًا عالميًا.
- المحرك الحثي
اشتهر (Nikola Tesla) أيضًا باختراع المحرك الحثي (induction motor)، وهي تقنية لا تزال تستخدم على نطاق واسع حتى اليوم. المحرك الحثي هو محرك كهربائي يستخدم المجالات المغناطيسية لتوليد الطاقة الحركية، ويستخدم في مجموعة متنوعة من التطبيقات، بما في ذلك السيارات الكهربائية، والأجهزة المنزلية، والآلات الصناعية.
- الملف الكهرومغناطيسي أو وشيعة تسلا
وشيعة Tesla هي اختراع Tesla الشهير الذي لا يزال يستخدم حتى اليوم في العديد من التطبيقات. وشيعة تسلا عبارة عن محول يستخدم المجالات المغناطيسية لإنتاج شرارات كهربائية عالية التردد. غالبًا ما يتم استخدامها لأغراض الترفيه، كما هو الحال في عروض البرق، ولكن لها أيضًا تطبيقات عملية، مثل توليد إشارات كهربائية عالية التردد لاختبار الدائرة الإلكترونية.
- الرادار
على الرغم من أن تسلا لا يُنسب إليه اختراع الرادار، إلا أنه ساهم في تطويره من خلال عمله على تقنية تحديد المواقع بالصدى. عمل تسلا في مشاريع نقل الموجات الكهرومغناطيسية عبر الهواء، والتي استخدمت في النهاية في أنظمة الرادار خلال الحرب العالمية الثانية.
- مصابيح الفلورسنت
عمل تسلا أيضًا في مشاريع المصابيح الفلورية، مما أدى في النهاية إلى اختراع مصابيح الفلورسنت الحديثة. المصابيح الفلورية هي مصابيح موفرة للطاقة تُستخدم في مجموعة متنوعة من التطبيقات، بما في ذلك الإضاءة المنزلية والتجارية.
في الختام، المعتقدات الخاطئة حول تسلا شائعة جدا، لكنها لا تنقص شيئا من الإنجازات الحقيقية لهذا المخترع والعالم الرائع. لقد ساهم تسلا في العديد من التطورات التكنولوجية المهمة، بما في ذلك النظام الكهربائي للتيار المتناوب، والمحرك الحثي، ووشيعة تسلا، والرادار، ومصابيح الفلورسنت. وتستمر حياته وابتكاراته في إلهام المخترعين والعلماء المعاصرين، ومن المهم الاحتفاء بكل هؤلاء العباقرة لمساهماتهم القيمة في الابتكار التكنولوجي.