تحت ما يسمى عدم تحمل اللاكتوز أو عوز اللاكتاز تتوارى حقيقة تهم نسبة كبيرة من الناس البالغين. إذا تناول البالغون، الذين يعانون من حالة عدم تحمل اللاكتوز، أحد منتجات الألبان مثل حليب البقر منزوع الدسم أو كامل الدسم أو الزبادي أو الجبن، فإنهم يعانون من أعراض هضمية مزعجة. آلام وانتفاخ في البطن، وإسهال : وكلها أعراض تشير إلى أن الجسم غير قادر على هضم هذه الأطعمة بشكل صحيح.
لماذا الأطفال، في الغالب، يستهلكون منتجات الألبان دون أن تحصل لديهم مشاكل في الجهاز الهضمي ؟ لماذا يصعب على البالغين شرب حليب البقر دون المعاناة من اضطرابات هضمية مختلفة ؟ الجواب يتجلى في إنزيم اللاكتيز.
اللاكتوز، سكر موجود في منتجات الألبان
في البداية، يجب أن نفهم خصوصية حليب البقر. مثل جميع أنواع حليب الثدييات، يحتوي حليب البقر على سكر غير موجود في أي طعام آخر، وهو اللاكتوز. لا تتساوى جميع أنواع الألبان من حيث نسبة اللاكتوز : فلبن الإنسان من أغنى أنواع الألبان بهذا السكر، حيث يحتوي على 65 غرامًا لكل لتر. ويحتوي حليب البقر على حوالي 50 غرامًا لكل لتر، وحليب الماعز أقل من ذلك بقليل.
يعتمد هضم اللاكتوز على وجود اللاكتاز
عندما يتلقى الجسم اللاكتوز، في الحليب النقي أو في منتج معالج يحتوي عليه، مثل الزبادي، يجب عليه هضم هذا السكر حتى يتمكن من امتصاص الجلوكوز الذي يحتوي عليه. لا يمكن هضم اللاكتوز إلا بوجود إنزيم اللاكتاز. يفرز اللاكتاز في الأمعاء الدقيقة عند البشر، حيث يقوم بتفكيك اللاكتوز إلى الجلوكوز والجالاكتوز. يمكن للأمعاء بعد ذلك امتصاص هذه المكونات.
تختلف مستويات اللاكتاز مع تقدم العمر
إذا كان الأطفال نادراً ما يعانون من حساسية حليب البقر، فذلك لأن أجسامهم تنتج ما يكفي من اللاكتاز لهضم اللاكتوز الموجود في حليب الثدي أو الحليب الاصطناعي. من ناحية أخرى، يضعف إنتاج اللاكتاز بشكل كبير لدى بعض البالغين. في حالة عدم وجود إنزيم كافٍ، يصل اللاكتوز كما هو إلى القولون، حيث يخضع للتخمير بواسطة البكتيريا الموجودة. هذا التخمير هو الذي تنتج عنه الغازات، ما يدفع القولون إلى طلب الماء الذي يعطي دفعة للتخلص منه.
هل يمكن للبالغين الذين لديهم حساسية حليب البقر تناول منتجات ألبان أخرى ؟
يختلف مستوى اللاكتاز الموجود في كل كائن حي : بعض البالغين يفقدون القليل جدًا من الإنزيم بينما البعض الآخر لا يعودون قادرين على انتاجه. يعتمد هضم الأطعمة المختلفة أيضًا على نسبة اللاكتوز الموجودة فيها. يمكن للبالغين الذين يعانون من حساسية الحليب في بعض الأحيان أن يستهلكوا الحليب الذي يحتوي على نسبة أقل من اللاكتوز، مثل حليب الماعز أو الجبن والزبادي المخمر الذي لا يحتوي على أي شيء من هذا السكر تقريبًا.
بعض الحقائق عن استهلاك الحليب في العالم :
- في كل عام، يتم استهلاك 700 مليار لتر من الحليب في جميع أنحاء العالم، أو أكثر من 22200 لتر كل ثانية.
- يمثل حليب البقر 83٪ من الإنتاج العالمي للحليب.
- أكثر من 6 مليارات شخص في العالم يستهلكون الحليب ومنتجات الألبان، ويعيش غالبية هؤلاء في البلدان النامية.
- في أوروبا، يعتبر استهلاك الفرد من منتجات الألبان هو الأعلى.
- في أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا، يتجاوز استهلاك الفرد من الحليب 150 كلغ سنويًا.
- وفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومنظمة الأغذية والزراعة، من المتوقع أن يرتفع متوسط استهلاك الفرد من منتجات الألبان في العالم من 20.2 كلغ في 2014-2016 إلى 21.4 كلغ في عام 2026 في البلدان المتقدمة.
كخلاصة، يعتبر حليب البقر هو الحليب الأكثر استهلاكًا في العالم، ويمثل 83٪ من إنتاج الحليب العالمي. ومع ذلك، يختلف استهلاك الحليب حسب مناطق العالم، حيث تعتبر أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا من أكبر المستهلكين للحليب.