لماذا تصير قامتنا أقصر مع تقدمنا ​​في العمر ؟

مع تقدمنا في العمر، نلاحظ أن القامة قد تصغر، وهذا يعود لعدة عوامل طبيعية. أولاً، تتآكل الأقراص الفقرية في العمود الفقري، مما يؤدي إلى انخفاض المسافة بين الفقرات. ثانياً، يمكن أن تؤدي التغيرات في بنية العظام وفقدان الكتلة العضلية إلى فقدان الطول. بالإضافة إلى ذلك، ضعف العضلات الداعمة للجسم والمشكلات الصحية مثل هشاشة العظام تلعب دورًا كبيرًا. تعتبر ممارسة الرياضة والتغذية السليمة من أهم طرق الحفاظ على الطول والقوة البدنية مع تقدم العمر.

من المعلوم أن الجسم يبدأ في الشيخوخة مع بلوغ الثلاثينيات من العمر. حيث ظهور الشيب، و بعض التجاعيد أكبر دليل على ذلك. وإذا كانت زيادة الوزن المرتبطة بتقدم العمر مفهومة الى حد ما، فإن خسارة السنتيمترات في طول القامة يطرح تساؤلات أكثر. فكيف نصير أقصر مع تقدمنا ​​في السن ؟


تراجع طول القامة بسبب هشاشة العظام

بينما يظل طول عظام الساق كما هو تقريبًا طوال الحياة، إلا أن هذا ليس هو الحال بالنسبة لطول العمود الفقري. حيث أن هذا الأخير يتكون من عدة فقرات عظام صغيرة مرتبطة ببعضها البعض، وهذه الفقرات تخضع لظاهرة الانضغاط. هذا التأثير ناتج عن فقدان كثافة العظام مع تقدم العمر، والمعروف باسم هشاشة العظام. تصبح الفقرات أكثر مسامية وتتحطم على بعضها البعض، مما يتسبب في فقدان السنتيمترات في القامة.


النساء يعانين أكثر من هشاشة العظام، وبالتالي يخسرن سنتيمترات أكثر من الرجال 8 سنتيمترات في المتوسط ​​مقابل 5 للرجال.


فقدان العضلات يسبب تراجع طول القامة 

لا يفسر انخفاض كثافة العظام تمامًا سبب تقلص القامة مع تقدمنا ​​في العمر. في الواقع، تظهر ظاهرة أخرى بعد بضعة عقود من الحياة. وهذه الحالة تدعى ضمور اللحم أو الـ Sarcopenia التي تؤدي إلى فقدان العضلات، وهو تأثير شائع جدًا في الشيخوخة. حيث يتقوس الظهر بسبب فقدانه للعضلات الداعمة، مما يؤدي بالضرورة إلى تقلص الطول بشكل متزايد.


التغذية السليمة والرياضة للحد من الساركوبينيا

للحد من فقدان السنتيمترات أو محاولة استعادة الطول الطبيعي، من الضروري العمل على الحد من السببين المذكورين أعلاه. عندما يتعلق الأمر بالعضلات، فإن تناول كمية كافية من البروتين وممارسة الرياضة يمكن أن يحد بشكل كبير من الساركوبينيا. وفيما يتعلق بهشاشة العظام، من الضروري تناول كمية كافية من الكالسيوم في النظام الغذائي، والتعرض المنتظم لأشعة الشمس للحصول على جرعات جيدة من فيتامين د (D) وممارسة الرياضة كل يوم بانتظام للحفاظ على كثافة العظام.


يُنصح أيضًا بالحد من استهلاك الكحول والتبغ، التي تؤدي إلى تفاقم هشاشة العظام. أخيرًا، يؤدي الحفاظ على وزن مستقر إلى تجنب المزيد من ضعف العظام، وبالتالي فقدان الكثير من السنتيمترات في الطول مع التقدم في العمر.