إذا كان سطح الأرض مكونًا من 70٪ من الماء، فلم نكن نعتقد أن هذا الماء موجود أيضا في طبقات عميقة جدًا. في الواقع، كان وجود الماء، بالنسبة للعلماء، محدودًا، في الغالب، في الوشاح العلوي للأرض، الموجود مباشرة تحت القشرة الأرضية.
يرجع تواجد المياه في هذه المناطق بشكل أساسي إلى ظاهرة الاندساس. حيث تنزلق صفيحة محيطية تحت صفيحة أخرى. وبذلك، فإنها تسحب كميات كبيرة من الماء معها أثناء حركتها.
كما أنها ليست مياه مفتوحة أو حرّة (المياه الحرّة تعني أن الماء يمكن أن يتحرك عبر طبقة من الأرض تحت تأثير الجاذبية. والماء هنا ليس أسيرًا كما هو الحال في الفرشة الجوفية المحصورة). الماء محبوس بطريقة ما في المعادن والرواسب. لهذا السبب نتحدث عن المعادن الرطبة. حتى ذلك الحين، لم نعثر على هذا النوع من المعادن على عمق أكبر من 322 مترًا.
مياه في طبقات أعمق
لكن اكتشافًا حديثًا يتحدى هذا النمط. يمكن أن يكون الماء في طبقات أعمق. للدفاع عن هذه النظرية الجديدة، يعتمد العلماء على اكتشاف حديث لماسة صغيرة.
تم العثور على الماسّة في منجم في بوتسوانا. كانت تحتوي على شوائب معينة، تحتوي على آثار من المعادن الرطبة. وأحدها الـ (Ringwoodite)، لا يمكن أن يتشكل إلا على عمق كبير، يقدره العلماء بحوالي 660 كيلومترًا.
وقد ظهر أن جزء (الرينجوودايت) المحاصر في الماسة يحتوي على الكثير من الماء. هذا الاكتشاف قد يكون دليلًا على أن المعادن الرطبة (تحتوي على الماء)، وبالتالي كميات كبيرة نسبيًا من الماء، يمكن العثور عليها في المنطقة الانتقالية بين طبقة الوشاح العلوي و طبقة الغطاء السفلي، أو حتى في هذه الأخيرة.
لذلك قد نجد الماء في طبقات أعمق مما كنا نتخيله. سيسمح هذا الاكتشاف للعلماء بمعرفة المزيد عن مدى وسلوك هذه المياه الجوفية.
وسيعمق أيضًا معرفتنا بآلية الصفائح التكتونية. ومع ذلك، لا ينبغي تخيل هذه المياه الجوفية مثل البحر الذي تخيله (جول فيرن) في روايته "رحلة إلى مركز الأرض". في الواقع، هذه المياه محبوسة في المعادن التي تحتويها.