ما قصة المولود الغريب الذي ولد في (فيشي) ؟

 

فيديو الولادة الطبيعية في المستشفى، الولادة الطبيعية في المنزل بمساعدة الزوج، عملية ولادة، الحمل والولادة بالصور، مخاطر الولادة الطبيعية، كيف تكون الولادة الطبيعية سهلة، ولادة طفل، ولادة طبيعية مهبلية

في 6 يناير 1897، وُلد طفل غريب في ’’فيشي‘‘ -(بالفرنسية Vichy) مدينة فرنسية تقع في إقليم (أليي) في محافظة (أوفرن) في وسط فرنسا-. هذا المولود لم يكن لديه دماغ ويبدو، بشكل لافت للنظر، مثل القرد. حيّرت ولادة هذا الكائن الغريب العلماء.. حتى يومنا هذا، لا تزال حالة هذا المولود الذي أطلق عليه لقب (the Vichy anencephalon)، غير مفهومة.


مولود غريب

أذهل الطفل المولود في 6 يناير 1897 في مستشفى الولادة في (فيشي) الأطباء وأثار حيرتهم. أولاً، المولود كان بلا دماغ تمامًا. لذلك فإن جمجمته كانت مسطحة.


حالة "انعدام الدماغ" هذه هي عيب خلقي نادر جدًا، لكن الأطباء الذين ساعدوا الأم البالغة من العمر 16 عامًا على الولادة كان يعرفون بوجود هذا النوع من الحالات. لكن أكثر ما فاجأهم هو مظهر المولود الذي كان يبدو مثل القرد.


في الواقع، كان مظهر الطفل الحديث الولادة يشبه، من نواح كثيرة، مظهر القرد. حيث، كانت لديه عيون كبيرة منتفخة، وأطراف طويلة جدًا وآذان غريبة، وصدر مشابه لصدر القرد.


وهذا ليس كل شيء. الطفل كان أيضًا خنثى، أي أن له سمات جنسية ذكورية وأنثوية. لكن هذا الطفل الفريد لم يعش ومات بعد وقت قصير من الولادة.


نتيجة تهجين ؟

لم يتم الكشف عن هذه الحالة الغريبة حتى عام 1943. في ذلك العام، وصفها الدكتور (ثيري)، كبير الأطباء في جناح الولادة في (فيشي)، في كتيب. وبالطبع، تساءل عما يمكن أن يكون سبب المظهر القردي للطفل.


بالنسبة للطبيب، فإن المظهر الغريب للرضيع لا يرجع إلى انعدام الدماغ ولكن بسبب الطريقة التي تم بها حمل الفتاة الصغيرة التي أنجبته. ومع ذلك، وفقًا للمعلومات التي تم جمعها، كانت الفتاة تعيش منعزلة في كرفان.


لم تعاشر أحداً وكانت تعيش مع والدها وقرد فقط. ومع ذلك، فإن الفحوصات الطبية التي أجريت على الأم  لم تكشف عن علاقة جنسية محتملة مع والدها. لذلك بقي، الأب المفترض، فقط القرد.


وقد بدا هذا الحيوان مرتبطًا بالفتاة الصغيرة لدرجة أنه مات في اليوم التالي للولادة. من المحتمل أن تكون الوفاة مرتبطة بالإجهاد الشديد الناجم عن انفصاله عن الفتاة التي قضت فترة بعيدة عنه في المستشفى أثناء الولادة.


أثار بعض الأطباء فرضية  التوالد البكري أو التوالد العذري أو الإِينَاث (بالإنجليزية : Parthenogenesis). هو شكل من أشكال التكاثر اللاجنسي، حيث يتم تخصيب البويضة دون تدخل الخلية التناسلية الذكرية.


لكن في الوقت الحاضر، هذه الفرضية مستبعدة بشكل عام. هل يعتبر مولود (فيشي) بالتالي نتاج تهجين بين الإنسان والقرد ؟ 


التحليل العلمي

تتوافق حالة انعدام الدماغ لمولود "فيشي" مع الحالات الموثقة الأخرى لأطفال مصابين بانعدام الدماغ، وهو مرض أصبح الآن مفهومًا جيدًا ومعترفًا به في المجال الطبي. يمكن تفسير مظهر الطفل، الذي اعتبره الدكتور (ثيري) شبيهًا بالقرد، من خلال الخصائص الفيزيائية النموذجية لحالة انعدام الدماغ، والتي قد تشمل تشوهات في الوجه ونسب جسم مختلفة عن تلك الموجودة لدى الرضع الذين لا يعانون من هذه الحالة.


التوثيق والوضع التاريخي

العناصر الوحيدة الموثقة عن هذه الولادة تأتي من الكتيب الذي نشره الدكتور (ثيري). ولا تظهر هذه الولادة في سجلات الأحوال المدنية في "فيشي"، ولم يتم ذكر الحالة في أي وثيقة رسمية أخرى. باختصار، على الرغم من أن منشور الدكتور (ثيري) قد ساهم في استمرار هذه القصة وجوانبها المثيرة، إلا أنه لا يوجد دليل علمي يدعم فكرة التزاوج بين الأنواع.


كخلاصة، إن قصة انعدام الدماغ لمولود "فيشي" هي قبل كل شيء مثال على التكهنات العلمية الزائفة من بداية القرن العشرين، وهو الوقت الذي لم تكن فيه بعض النظريات البيولوجية مفهومة جيدًا بعد. لقد تم الآن توثيق حالة انعدام الدماغ بشكل جيد في الأدبيات الطبية، ومن المعترف به على نطاق واسع أن فرضيات الدكتور (ثيري) لا أساس لها من الصحة.