حركة العين الرمشية تحرمنا من الرؤية عدة ساعات في اليوم ؟

تحدث عدة مرات في الثانية حركة سريعة متزامنة لكلتا العينين أثناء التحديق لصورة أو جسم معين حتى وان كانت هذه الصورة ثابتة. هذه الحركات السريعة للعين لها وظيفة محددة، لكنها تفوت علينا ساعتين من الصور في اليوم !

حركات لا إرادية سريعة جدًا

هذه الحركة الرمشية أو السكادية (سكادية اصلها كلمة فرنسية تعني الارتعاش) شائعة جدا. في الواقع، تحدث ما بين 3 و 5 مرات في الثانية. معظمها عبارة عن حركات لا إرادية، ولكن هناك أيضًا حركات إرادية. بصرف النظر عن هذه الأخيرة، فإن المرء لا يتحكم في سرعة ومدة الحركة الرمشية للعين.

هذه الحركات سريعة للغاية، حيث يمكن أن تصل إلى 900 درجة دوران في الثانية. من حيث المبدأ، يختلف مداها حسب نشاط الشخص. فهي، على سبيل المثال، تقل في وقت القراءة. أخيرًا، تحدث الحركة الرمشية أو السكادية العينية بشكل أفقي.

ما هو دور حركة العين الرمشية ؟

تسمح لنا الحركة الرمشية أو السكادية للعين بالحصول على رؤية واضحة لكل ما نراه. لفهم هذه العملية، وجب العلم أن أعيننا لا ترى إلا مركز المشهد أو الصورة بوضوح (العين البشرية وكثير من  الحيوانات لا تثبت نظرها على الصورة أو الجسم الذي امامها بشكل دائم، بل بالعكس، تنتقل العين بنظرها من نقطة إلى أخرى لتقوم بعملية مسح للصورة ككل وبناء خريطة ثلاثية الابعاد للجسم، عند عملية المسح، تركز العين النظر إلى نقطة بارزة في الجسم لأجزاء من الثانية ثم تنتقل باكبر سرعة ممكنة إلى نقطة بارزة أخرى وهكذا إلى أن تقوم بمسح الجسم الذي امامها). كل شيء حول المركز يظل ضبابيا. لكن الدماغ طور حيلًا للتعويض عن هذا العجز الواضح في الرؤية.

في الواقع، بفضل الحركة الرمشية أو السكادية للعين تتحرك هذه الأخيرة في جميع أنحاء مركز مجالنا البصري لتسجيل الصور وإحضارها إلى الجزء المركزي من العين، حيث ستصير أكثر وضوح ودقة.  هذه الحركة الرمشية أو السكادية للعين لها دور آخر، وهو قطع الرؤية أثناء حركة العين. في الواقع، إذا لم تقطع الؤية أثناء حركة العين فسنرى صورًا ضبابية، تماما مثل تلك التي يتم تسجيلها بواسطة كاميرا متحركة بسرعة.

هذا المقطع القصير من الفيديو يوضح بشكل جلي كيف تبدو الحركة الرمشية أو السكادية للعين عند الرؤية :

بعبارة أخرى، لا نرى أي شيء في كل مرة تحدث فيها هذه الحركة الرمشية أو السكادية للعين. لكننا لا ندرك ذلك، لذا فإن مدة هذا العمى المؤقت قصيرة جدا.

لكن إذا تم جمع هذه الأجزاء من الثانية فسنحصل على ساعتين كل يوم. لذلك فنحن نصير عميانا ساعتين في اليوم دون أن نلاحظ ذلك.