ينتشر الزئبق، الذي يُنتَج طبيعيا ولكن أيضا عن طريق النشاط الصناعي، في الغلاف الجوي، ثم ينتهي مباشرة أو عن طريق المطر أو الغطاء النباتي، إلى المحيطات، ومن ثم تتسمم به الأسماك. ومن هنا تأتي الحاجة الملحة إلى ضرورة تقليل تركيز هذا المعدن، الضار بصحة الإنسان، في الماء .
الكثير من الزئبق في الغلاف الجوي
انبعاثات الزئبق ترجع جزئيًا إلى النشاط الصناعي البشري. حيث ترتبط هذه الأخيرة باحتراق الفحم. وتعتبر محطات الطاقة الحرارية التي تستخدمه من المصادر الملوثة الرئيسية.
لكن التعدين أو التنقيب في المناجم والنشاط الصناعي يطلقانه أيضًا في الغلاف الجوي. وهذا هو السبب في زيادة انبعاثات الزئبق بشكل كبير منذ بداية الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر.
يصل الزئبق إلى المحيطات بطريقتين
ينتهي الزئبق إلى المحيط بطريقتين. يتم امتصاصه أولاً عن طريق الغطاء النباتي ويتم تخزينه في الأوراق والنباتات. وبعد ذلك، عندما تتساقط الأوراق، ينجرف الزئبق بفعل الأمطار وينتهي به المطاف في المحيطات.
تتركز رواسب الزئبق هذه بشكل أساسي في المياه السطحية. لكن الزئبق يأخذ طريقًا آخر للوصول إلى المحيطات.
في الواقع، تلتقط مياه البحار والمحيطات مباشرة الزئبق الذي تحوّل الى غاز الموجود في الغلاف الجوي. قد يختلف مستواه أيضًا وفقًا للمواسم. أظهرت الأبحاث الحديثة أن هذا الامتصاص هو مصدر ملوث كبير للمحيطات تماما مثل مصدر المطر.
سمية الزئبق في السلسلة الغذائية
هناك ما بين 60000 و 80000 طن من الزئبق في المحيطات. نظرًا لضخامة البحار والمحيطات، فإن هذه التركيزات صغيرة جدًا.
ومع ذلك، في المياه السطحية، يتم تحويل هذا الزئبق بواسطة البكتيريا إلى ميثيل الزئبق، وهو شكل من أشكال الزئبق الأكثر سمية للإنسان. ويزداد تركيزه في جميع مراحل السلسلة الغذائية.
لذلك فهو موجود في لحم الأسماك، وبشكل أكثر تحديدًا في الأسماك المفترسة، مثل أسماك التونة على سبيل المثال، الموجودة في نهاية السلسلة الغذائية.
لهذا السبب تسعى بعض الاتفاقيات الدولية، مثل اتفاقية (ميناماتا)، التي أبرمت في عام 2017، جاهدة للحد من انبعاثات الزئبق.