يعتبر تنظيف الأسنان بالفرشاة جزءًا أساسيًا من العناية بصحة الفم. لكن هل تساءلت يومًا ما إذا كنت تميل إلى وضع الكثير من معجون الأسنان على فرشاة أسنانك ؟ في الواقع، هناك حاجة إلى حد أدنى فقط من معجون الأسنان.
ما يعادل حبة البازلاء
في الإعلانات التجارية، حيث نرى الممثلين يضعون كمية كبيرة من معجون الأسنان على فرشاة أسنانهم، غالبًا ما نعمد الى تقليدهم ووضع الكثير من معجون الأسنان على الفرشاة. وهذه العادة المتجدرة فينا والتي تعود في الغالب إلى الطفولة تجعل من الصعب علينا التخلي عنها. حيث تعطينا هذه الكمية الوفيرة من معجون الأسنان انطباعًا بأن أسناننا ستصير أنظف بكثير.
ومع ذلك، فإن أطباء الأسنان واضحون جدا : نحن نضع الكثير من معجون الأسنان على فرشاة أسناننا ! في الواقع، ما يعادل حبة البازلاء من معجون الأسنان كافٍ جدا للعناية بصحة الفم.
وبالنسبة للأطفال، فيجب استخدام كمية أقل من ذلك. حيث يجب ألا تزيد كمية معجون الأسنان المستخدمة عن حجم حبة أرز. ويوصي بعض أطباء الأسنان بتنظيف الأسنان بالفرشاة فقط دون معجون أسنان، على الأقل في البداية.
يجب غسل الأسنان بالفرشاة والماء، ويمكن بعد ذلك استخدام القليل من معجون الأسنان.
تدمير مينا الأسنان
بكميات أقل، يستطيع الفلورايد الموجود في معجون الأسنان العمل بشكل أفضل. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام كميات أقل من معجون الأسنان ينتج رغوة أقل، ما يسهل من تحديد أجزاء الأسنان التي تحتاج إلى تنظيف أكثر.
أيضًا، قد يؤدي استخدام الكثير من معجون الأسنان (جرعة الفلورايد عالية جدًا) يوميًا إلى الإضرار بالأسنان.
بمرور الوقت، يمكن أن تسبب هذه الجرعة الزائدة تسمم الأسنان بالفليور. ليس هناك خطر على الصحة. ولكن الفليور يهاجم مينا الأسنان، ويمكن أن يسبب تلون الأسنان وحتى ظهور بقع صفراء وبنية. يمكن لهذه الجرعة الزائدة من الفلورايد أن تحفر أيضًا بعض الأسنان.
ومع ذلك، يجب عدم المغالاة في تقليل الكمية. فكمية غير كافية من معجون الأسنان (جرعة الفلورايد تكون ضئيلة للغاية) لا تحمي من التسوس.
لماذا يجب تجنب المضمضة بعد تنظيف الأسنان بالفرشاة ومعجون الأسنان ؟
إذا كانت توصيات تفريش أو تنظيف الأسنان معروفة لدى عامة الناس، حيث يجب أن لا يتجاوز وقت التنظيف مدة دقيقتين ويجب التنظيف من أعلى اللثة إلى الأسنان، لكن معظمنا لا يدرك أنه يوصى أيضًا بعدم المضمضة بعد التنظيف. دعونا نحاول أن نفهم لماذا.
كما ذكرنا آنفا، غالبًا ما تشتمل تركيبة معجون الأسنان على الفلورايد، وهو معدن موجود بشكل طبيعي في الأطعمة المختلفة وفي الماء. وبسبب هذا المكون، ينصح أطباء الأسنان بعدم المضمضة بعد تنظيف الأسنان بالفرشاة ومعجون الأسنان. المضمضة تزيل بعض من هذا المعدن، وهذا الأخير له فوائد عديدة على صحة الأسنان.
كما أشرنا الى ذلك، يقوي الفلورايد مينا الأسنان ويمنع تكون التجاويف ويساعد على محاربة تكوين اللويحة السنية (Dental plaque). وفقًا لدراسة أجريت عام 2004 ونشرت في مجلة Journal of Dental Research، فإن الأشخاص الذين لا يمضمضون فمهم بعد تنظيف أسنانهم بالفرشاة هم أقل عرضة للإصابة بتسوس الأسنان. ويفسر ذلك حقيقة أن المضمضة تزيل ما يصل إلى 30٪ من الفلورايد المترسب على الأسنان.
للاستفادة من جميع فوائد الفلورايد الموجود في معجون الأسنان، يوصي أطباء الأسنان بعدم المضمضة، وعدم شرب الماء وعدم تناول الطعام لمدة 30 دقيقة بعد تنظيف الأسنان بالفرشاة ومعجون الأسنان.
بعض الاستثناءات
في بعض الحالات النادرة، قد يوصى بالمضمضة بعد تنظيف الأسنان بالفرشاة ومعجون الأسنان. على سبيل المثال، الأشخاص الذين يعانون من الفلوريد الزائد الذي يتميز ببقع بيضاء أو بنية على المينا يجب أن يقللوا من تناول الفلوريد، لذلك يجب عليهم المضمضة بعد تنظيف الأسنان بالفرشاة. وهذا ينطبق بشكل خاص على الأطفال الذين يبتلعون معجون الأسنان بانتظام.
يجب على الأشخاص الذين يستخدمون غسول الفم أيضًا المضمضة فورًا، حيث أن غسول الفم يكمل عملية تنظيف الأسنان بالفرشاة ومعجون الأسنان.
هذه المادة المضافة في معجون الأسنان سامة للفم ؟
المادة E171 (المحظورة في قطاع الأغذية) لا تزال موجودة في معاجين الأسنان. سُميتها مؤكدة بالفعل، لكن الأبحاث الجديدة أظهرت أن هذه الجزيئات النانوية السامة تنتقل مباشرة إلى الأغشية المخاطية للفم وتتلفها.
على الرغم من حظر إضافة مادة E171 في الأطعمة في أوروبا منذ عام 2022، يمكن العثور عليها في معاجين الأسنان والمنتجات الصيدلانية.
كشف بحث جديد نُشر في 17 مايو في مجلة Nanotoxicology، أن الجسيمات النانوية لثاني أكسيد التيتانيوم، TiO2، التي تحتوي عليها هذه المادة تمر عبر الأغشية المخاطية للفم لتصل إلى الدم.
وقد أظهرت أبحاث سابقة على الحيوانات أن الجسيمات النانوية لثاني أكسيد التيتانيوم قد تكون مسؤولة عن تطور الخلايا السرطانية في القولون، بالإضافة إلى تأثيرات أخرى. حجمها الدقيق جدًا، بسمح لها بالتوغل في الجسم، وتنتقل إلى الدم وتتراكم في الكبد والطحال. تذكر الأبحاث أيضا أن لدى النساء الحوامل يمكن أن تنتقل هذه الجسيمات الى المشيمة وتؤثر على الجنين.
ومن بين المواد الأخرى المسببة للمشاكل، كبريتات لوريل الصوديوم (SLS). هذا الفاعل بالسطح (surface acting agents) المستخدم في معجون الأسنان لخلق الرغوة يمكن أن يسبب تهيجًا للثة والأغشية المخاطية.
ولسوء الحظ، فإنه يتواجد في العديد من معاجن الأسنان، حتى في المنتجات العضوية. الحل ؟ يجب اختيار معجون أسنان يحتوي على لوريل جلوكوزيد، وهو ألطف للثة. كما أن جلوتامات كوكويل الصوديوم وديسيل جلوكوزيد وبيتين كوكاميدوبروبيل أقل تهييج للثة أيضًا.
وهناك عنصر آخر، يشتبه بقوة في أنه يسبب خللًا في الغدد الصماء، وهو التريكلوسان (يختصر أحيانًا باسم TCS)، وهو مضاد للجراثيم ومضاد للفطريات. وقد ثبت أنه يمكن دخوله مجرى الدم عبر الأغشية المخاطية.
هل السكر يسبب تسوس الأسنان ؟
الجواب، نعم، السكر يسبب التسوس، لكن بطريقة غير مباشرة. في الواقع، بعض البكتيريا الموجودة في أفواهنا هي التي تنتج حمضًا عن طريق التغذي على السكر (وبقايا الطعام الأخرى). وهذا الحمض هو الذي يهاجم الأسنان ويضعفها، مما يؤدي إلى تسوسها.
الفم يحتوي على عدد كبير من البكتيريا، ولكن فقط بعض منها (الأكثر شيوعًا هي من عائلة المكورات العقدية الطافرة) من يفرز حمضًا ويسبب تسوس الأسنان. هذه الأحماض سوف تهاجم مينا الأسنان وتنزع منه المعادن.
ثم يواصل التسوس تطوره ويبدأ التآكل البطيء للأسنان. الى أن يحدث ثقب في السن. عندما يبدأ التسوس في مهاجمة عاج السن، نشعر بحساسية كبيرة تجاه البرودة والسخونة والسكر والأشياء الحمضية. في الأخير، يتأثر لب السن والأوعية والأعصاب.