كل البشر حساسون للموسيقى، بدرجات متفاوتة اعتمادًا على المستمع، لأنها تثير فيهم الكثير من المشاعر والأحاسيس النبيلة. لكن هل تنظر الحيوانات، وخاصة القطط، إلى الأمر بنفس الطريقة ؟
الأصوات الخافتة والإيقاعات البطيئة
إذا كانت القطط غير حساسة للموسيقى، فذلك لإنها لا تدركها كما نفعل نحن. في الواقع، القطط قادرة على سماع أصوات أعلى حدة بكثير منا نحن البشر. وبالمثل، عند هذه الحيوانات، تكون درجة إصدار الصوت أعلى.
إذا كان نظامها السمعي أدق، فذلك يسمح لها بالاستجابة بشكل أفضل للهجمات من الحيوانات المفترسة المحتملة. بسبب هذه الخصائص المميزة، لا تتذوق القطط الموسيقى بنفس الطريقة التي يتذوقها البشر.
وتعتبر الإيقاعات البطيئة والأصوات الناعمة، الموجودة في بعض مقطوعات الموسيقى الكلاسيكية، هي أكثر ملاءمة للقطط. من المحتمل أن هذا النوع من الموسيقى يذكرها بهرهرة أمهاتها (الخَرْخَرَة أو القَرْقَرَة أو الهَرْهَرَة (بالإنجليزية : Purr) هي صوت تصدره السنوريات عند شعورها بالفرح والطمأنينة، وللدلالة على السرور)، وهو الصوت الذي يمنحها الشعور بالأمان.
من ناحية أخرى، يبدو أن القطط لا تتذوق إلا القليل من الإيقاعات والأصوات القوية جدًا، مثل موسيقى الجاز أو موسيقى الروك.
موسيقى مؤلفة للقطط
لكن ما يبدو أنه الأنسب للقطط هو الموسيقى التي يتم تأليفها لها. وهذا ما أراد باحثون أمريكيون القيام به.
لقد أخذوا أولاً في الاعتبار خصوصيات حاسة السمع هذه الحيوانات. ثم كتبوا موسيقى بنغمات مهدئة للقطط. وهكذا، أرادوا تقليد الأصوات المميزة للخرخرة وصوت مص الثدي الذي تصدره القطط عندما ترضع أمها.
لذلك قام الباحثون بتسجيل هذه "الموسيقى الموجهة للقطط" وجعلوا حوالي أربعين قطا يسمعونها. كما عزفوا لهم مقطوعتين من الموسيقى الكلاسيكية.
لقد بدا أن غالبية القطط قد استمتعت للغاية بهذه الموسيقى المؤلفة لها. وأظهرت القطط رضاها عن طريق الخرخرة أو الاحتكاك مع مكبرات الصوت التي تخرج منها الموسيقى.
وبدت القطط الأصغر سنًا، ولكن أيضًا الأكبر سنًا، أكثر حساسية لهذه الموسيقى من القطط التي في منتصف العمر.