تتراوح درجة الحرارة الداخلية لجسم الإنسان دائمًا بين 37 و 37.5 درجة مئوية. درجة حرارة جسم الإنسان هذه تبقى ثابتة دائمًا، باستثناء حالات معينة، وبالتالي فالإنسان يعتبر كائن من ذوات الدم الحار (بالإنجليزية : Warm-blooded). لكن كيف يقوم الجسم بتنظيم درجة الحرارة هذه ؟
الدور الرئيسي لمنطقة ما تحت المهاد
الحفاظ على درجة حرارة ثابتة ضروري لعمل الجسم بشكل سليم. وتعتبر الزيادة في درجة الحرارة هذه، من وقت لآخر، علامة على أن الدفاعات المناعية تقاوم عدوى ما.
ولكن ما هي الآليات التي تتدخل في هذا التنظيم لدرجة حرارة الجسم ؟ المنطقة التي تنظم حرارة الجسم تتواجد في الدماغ وتسمى منطقة ما تحت المهاد (hypothalamus).
هذه المنطقة هي التي تتلقى الإشارات الموجهة إليها من قبل الخلايا العصبية القادرة على استشعار البرودة والحرارة في بيئة الشخص. يقوم الوطاء أو منطقة ما تحت المهاد (hypothalamus) بعد ذلك بتنشيط الآليات التي تحافظ على درجة حرارة الجسم، على الرغم من ارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة المحيطة.
الآليات التنظيمية للحرارة
إحدى هذه الآليات أو الميكانيزمات هي تغيير قطر الأوعية الدموية. إذا تلقى الوطاء أو منطقة ما تحت المهاد (hypothalamus) رسالة درجة حرارة باردة، فإنه يقوم بتقليص قطرهذه الأوعية، مما يحد من فقدان حرارة الجسم.
وعلى العكس من ذلك، يقوم بتوسيع الأوعية عندما تكون الحرارة مرتفعة، مما يسمح للجسم بطرد الحرارة الزائدة. هذه الآلية الحركية الوعائية المزدوجة ليست الألية الوحيدة التي يستخدمها الدماغ لتنظيم الحرارة.
فللعرق أيضًا تأثير في تبريد الجسم، من خلال التخلص من جزء من الحرارة المتراكمة داخله. "القشعريرة" هي "طريقة" أخرى يلجأ إليها الجسم لتنظيم درجة حرارته الداخلية، على الرغم من أنه لم يعد لها اليوم دور كبير لدى البشر.
فعندما كان جسم الإنسان القديم يغطيه شعر كثيف مما هو عليه اليوم، كانت هذه القشعريرة (انتصاب شعر الجسم)، الذي تتحكم فيها أيضا منطقة ما تحت المهاد، تقوم، بطريقة ما، بحبس طبقة من الهواء الدافئ على سطح الجلد. وهذا الأمر يساعد أيضًا في مقاومة البرد.
ومع ذلك، تجدر الإشارة الى أن جميع أجزاء الجسم ليس لها بالضرورة نفس درجة الحرارة. فالدماغ يمكن أن تتجاوز درجة حرارته 40 درجة مئوية، في حين أن القدمين واليدين، على سبيل المثال، تقل درجات حرارتها أحيانًا عن 30 درجة مئوية.