مثل العديد من الفراعنة، اتخذ (توت عنخ آمون) الفرعون الشهير أخته (عنخيسين آمون) زوجة له. ويبدو أنه هو بذاته يعتبر ثمرة زواج القربى الملكي. كيف يمكن تفسير هذه الممارسات ؟
تقليد الآلهة
لم يكن زواج الفرعون بإحدى أخواته مجرد اختيار، بل كان إلزاميا. وهكذا، انخرط معظم حكام مصر فيما نسميه سفاح أو زواج القربى أو الأقارب.
لكن هذه المحرمات الاجتماعية لم تكن دائمًا كذلك. لم يعتقد الفراعنة أنهم يرتكبون جريمة، ولكنهم اعتقدوا أنهم كانوا يحافظون على سلالتهم بهذه الطريقة.
وبالفعل، فإن الملوك المصريين القدماء، المنحدرين من الآلهة في معتفداتهم، كان يعتبرون أنفسهم آلهة. وللحفاظ على هذه الخاصية الإلهية، كان عليهم الزواج من أفراد عائلتهم.
وهكذا، لم يجدوا أفضل من تقليد عادات الآلهة الذين تزوجوا، مثل (أوزوريس) أو (جيب)، إله الأرض، من أخواتهم، (إيزيس) للأول، و (نوت) للثاني.
فرعون ولد من سفاح القربى الملكي
ولأنه من الشائع جدًا أن يتزوج الفراعنة من أخواتهم، فقد اشتبه العلماء في أن (توت عنخ آمون) نفسه يمكن أن يكون ثمرة زواج الاقارب. لكن علماء المصريات (Egyptologists) لم يكن لديهم دليل رسمي.
لكن بفضل التقدم العلمي، تمكن العلماء من معرفة ذلك الآن. في الواقع، أثبتت اختبارات الحمض النووي، التي أجريت على مومياء الملك (أخناتون)، الفرعون العاشر للأسرة الثامنة عشرة، أن الملك كان بالفعل والد (توت عنخ آمون).
بينما تم اكتشاف مومياء الفرعون منذ قرن من الزمان، كان من الضروري الانتظار وقتًا طويلاً للحصول على هذا الدليل القاطع. لكن الاكتشافات لم تتوقف عند هذا الحد.
في الواقع، تم إجراء اختبارات الحمض النووي على مومياء أخرى، وهي "السيدة الشابة" (the young lady) التي عُثر عليها في وادي الملوك، المقبرة الملكية الرئيسية. أظهرت اختبارات الحمض أن هذه المرأة التي لا يزال اسمها غير معروف هي بالفعل والدة (توت عنخ آمون)، ولكنها أيضًا شقيقة (إخناتون) الملك، الذي تزوج لأول مرة من (نفرتيتي) الجميلة.
من خلال الزواج من أخته الكبرى، (توت عنخ آمون)، وهو نفسه ثمرة سفاح القربى الملكي، تبنى بشكل طبيعي تقاليد عائلته وسلالته.