سيظل يوم الاثنين 30 مايو 2022، إلى الأبد، يوما تاريخياً في اليابان، حيث أعلن المعهد الوطني للتكنولوجيا والمعلومات والاتصالات في هذا اليوم أنه قد حطم رقمًا قياسيًا آخر في سرعة نقل البيانات. إنها خطوة جديدة لا يستهان بها في تحسين خدمة الإنترنت، وقد تخلق ثورة حقيقية في حياتنا اليومية قريبًا جدًا.
بادئ ذي بدء، من الضروري وضع النقاط على الحروف. لقد تم تحقيق هذا الإنجاز في سرعة الإنترنت داخل المختبر في ظروف معينة للغاية. لكن ميزة هذا الإنجاز هي أنه تم تحقيقه باستخدام التقنيات الموجودة في شبكات الألياف البصرية الحالية ! في الواقع، قام باحثو المعهد الوطني للتكنولوجيا والمعلومات والاتصالات بإرسال البيانات عبر كابل ألياف بصرية إلى عدة "مراكز". يتكون الكابل المستخدم من أربع نوى (CORE)، ترسل كل منها إشارة مختلفة، ويعتقد الباحثون أنها ستعزز عرض النطاق الترددي (bandwidth). بهذه الطريقة، تم نقل 1.02 بيتابت (petabit) في الثانية بالضبط، أي ما يساوي 1020 تيرابايت (Terabyte) أي ما يعادل 127500 جيجا من البيانات وفقًا للباحثين، على مسافة 52 كيلومترًا. لإعطائكم صورة واضحة أكثر، سيسمح هذا لدول مثل البرتغال أو السويد، التي يبلغ عدد سكان كل منهما حوالي 10 ملايين نسمة، بتقديم محتوى فيديو بدقة (8K) لكل من مواطنيها في وقت واحد ! وفقًا لبعض المواقع المتخصصة، هذه السرعة أعلى 100000 مرة من أسرع الاتصالات المتاحة حاليًا للأفراد.
هذا الرقم القياسي الجديد للسرعة ليس مفاجئًا من بلد مثل اليابان الذي ما يزال يحتفظ بالرقم السابق، البالغ 319 تيرابايت، والذي تم تحقيقه في يوليو 2021. لكن الأمر الأكثر إثارة للإعجاب هو أن المعهد الوطني للتكنولوجيا والمعلومات والاتصالات في اليابان نجح في أقل من اثني عشر شهرًا في مضاعفة بثلاث مرات قدرات النطاق الترددي (bandwidth). وتجدر الإشارة الى أن اليابان تريد أيضًا أن تكون رائدة في مجال الاتصالات اللاسلكية. في أبريل 2021، كان قد التقى رئيس الوزراء الياباني (يوشيهدي سوجا) بالرئيس الأمريكي (جو بايدن) لإقامة تعاون في تطوير تقنية شبكات الاتصال الجيل السادس 6G، باستثمار بلغ 4.5 مليار دولار من أجل منافسة الصين، التي تستتمر بقوة في هذا المجال.