هناك ظواهر اعتدنا عليها كثيراً لدرجة أننا نادرًا ما نتساءل عن كيفية حدوثها. وإحدى هذه الظواهر تأثير الماء على النار. الأمر بديهي، فالماء يطفئ النار، لكننا لا نعرف كيف يفعل ذلك. فكيف يطفئ الماء النار يا ترى ؟
قطع الأكسجين على النار
لإخماد حريق ما، يأتي الماء في المقام الأول. في الواقع، عندما نسكب الماء على النار، يتحول هذا الأخير إلى بخار ماء. وهذا الغاز أي بخار الماء يتوسع وينتشر ويحتل مساحة أكبر بكثير من المساحة التي يحتلها الماء. في الواقع، يمكن أن يشغل بخار الماء مساحة أكبر بـ 1700 مرة من المساحة الي يشغلها الماء السائل.
وبهذه الطريقة، فإن بخار الماء يطرد الهواء الموجود في موقع الحريق. وبالتالي يحرم نيران اللهب من وقودها الرئيسي، وهو الأكسجين. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن مطفأة أو طفاية الحريق التي تحتوي على ثاني أكسيد الكربون (CO2 fire extinguishers) تعمل بنفس الطريقة.
كلما ارتفعت درجة حرارة النار، زاد الحجم أو المساحة التي يحتلها بخار الماء. وهكذا، من خلال سكب أطنان من الماء على النار بواسطة طائرات الكنداير، تصبح فرصة إخماد النيران أكبر.
علاوة على ذلك، من خصائص الماء أنه يمتص الحرارة. في هذه الحالة، يكون فعال للغاية، أكثر بكثير من الطوب (تتمتع بعض المواد مثل الخرسانة والحجر والطوب بقدرة كبيرة على تخزين الحرارة) على سبيل المثال.
الماء يبرد البيئة المحيطة
لكن لإخماد حريق، الماء له فضيلة أخرى. في الواقع، يمتص بخار الماء المنبعث من سكب الماء على النار الكثير من الطاقة (الحرارة). وهذه الطاقة، يأخذها من البيئة المحيطة.
وهذه العملية تؤدي إلى تبريد الأشجار والنباتات المحيطة (لأن بخار الماء يسرق منها الحرارة). نتيجة لذلك، سوف تجد النيران صعوبة أكبر في الإشتعال فيها.
ومع ذلك، يعي رجال الإطفاء أن النيران عدو لايستهان به أبدا. في الواقع، إذا تبدد بخار الماء بفعل الرياح، يمكن للأكسجين العودة وإعادة إضرام النار، طالما أن هناك جمر في مكان الحريق.
لهذا السبب يواصل رجال الإطفاء، رغم خمود النيران، رش مكان الحريق بالماء لبعض الوقت.