لطالما سحر بناء الأهرامات المصرية عامة الناس، ولكن أيضا العلماء الذين يسعون جاهدين لكشف أسرارها. وأحد هذه الأسرار الذي أثار فضولهم كثيرا : الإصطفاف أو المحاذاة المثالية لبعض هذه الأهرامات.
سر محاذاة الأهرامات
أهرامات (خوفو) و (كفرين)، على هضبة الجيزة، والهرم الأحمر، الواقعين في موقع دهشور، على بعد حوالي خمسة عشر كيلومتراً من سقارة، مصطفة بشكل مثالي على الجهات الأساسية الأربعة.
مما يعني أن كل جزء من الأجزاء الأربعة لنقطة قاعدتهم يصب في أحد الاتجاهات، الشمال والجنوب والشرق والغرب. باختصار، يمكن اعتبار هذه الأهرامات، إلى حد ما، مثل بوصلة ضخمة وغير متحركة.
لطالما أثار هذا اللغز فضول الباحثين. لأنه، في الواقع، هو حقا لغز. كيف استطاع المصريون القدماء، الذين ليس لديهم أدوات ولا تقنيات حديثة، تحقيق مثل هذه المعجزة ؟
تقنية "الدائرة الهندية"
ظهرت فرضيات مختلفة لمحاولة فهم ما حدث. تمت الإشارة، على وجه الخصوص، إلى استخدام المصريين لمواقع الكواكب والنجوم، مثل نجمة الراعي (نجمة المساء).
لكن الفرضية التي صاغها عالم الآثار (جلين داش) هي التي جذبت أكبر قدر من الاهتمام. في الواقع، يقول ان محاذاة هذه الأهرامات ممكنة باستخدام تقنية بسيطة تتطلب فقط وسائل بدائية ليتم تنفيذها.
لاستخدام هذه التقنية، كان على المصرين انتظار الاعتدال الخريفي، وهي الفترة التي يتساوى فيها الليل والنهار. وبمجرد أن حلت هذه اللحظة، زرع البناة (عقربًا) في الرمال، وهو عصا تُظهر ظل الشمس على الأرض.
ثم تابعوا مجرى الشمس عن طريق تحديد موقع الظل المسقط من طرف العقرب على فترات منتظمة. ومن خلال ربط هذه النقاط، حصلوا بالتالي على منحنى.
ثم رسموا دائرة مركزها العصا العالقة في الأرض. ثم ثم حصلوا على نقطتي التقاطع بين الدائرة والمنحنى، التي تظهر خطًا ينتقل من الغرب إلى الشرق، أو العكس.
إن هامش الخطأ الضعيف جدًا الذي نتج عن هذه الطريقة، والمعروفة باسم "الدائرة الهندية"، يتوافق مع تم ملاحظته في محاذاة الأهرامات.