إذا قال أحد لكم أن الفنلنديين يشترون الثلج ! فقد تصابون بالدهشة والاستغراب.. لكن ماذا لو قلت لكم أن السعودية تشتري الرمال ! فستزداد دهشتكم وستتساءلون عن السبب الذي يدعوهم لفعل ذلك رغم الطبيعة الصحراوية لهذا البلد ؟
ومع هذا كله، فإن هذا البلد الخليجي له حضور قوي في هذا النوع من التجارة ...
نذرة الرمال
قد ننسى ذلك.. لكن الرمال لايقتصر دورها فقط تزيين الشواطئ أو الصحاري ! في الواقع، تلعب هذه المادة الصلبة دورًا أساسيًا في تشييد المباني.
عند خلطها مع الأسمنت، تصبح مادة فعالة إلى حد ما، ومن ميزتها أنها غير مكلفة.
ولكن.. هناك دائما ولكن !
في السنوات الأخيرة، أصبح من الصعب العثور على الرمال. والسبب ؟ المحاجر أو المقالع التي أصبحت نادرة بسبب الإفراط في استغلالها. وهي مشكلة حقيقية لمورد يعتبر الأكثر طلبًا ... بعد الماء !
ولمعالجة هذه المشكلة، بدأ المصنعون في استغلال مباشر لرمال الشواطئ، وبشكل أكثر تحديدًا في قاع البحر (المناطق التي يستخرجون منها،
على وجه الخصوص، كميات كبيرة جدًا من تراكمات الرمل).
مشكلة الجودة
الرمال هي مادة مثل أي مادة أخرى، هناك مستويات مختلفة من الجودة تحدد طريقة استخدامها. لكن ما يجهله عامة الناس نسبيًا هو أن رمال المناطقالصحراوية ... غير صالحة إطلاقاً لتشييد المباني ! لأنها ناعمة جدًا وخفيفة جدًا، لأنها، في الواقع، عبارة عن حبيبات مستديرة مهترية ما يجعلها سريعة التطاير.
لذلك، على الرغم من الكثبان الرملية التي تنتشر فيها، فإن البلدان الصحراوية مثل
الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.. ملزمة باستيراد الرمال
لبناء بنيتها التحتية العملاقة !
فعلى سبيل المثال : لم يكن من الممكن تحقيق أرخبيل الجزرالاصطناعية الشهير في دبي إلا بفضل الاستيراد الضخم للرمال من الدول الأجنبية.
من خلال تشييد أطول المباني في العالم، فإن دول الخليج هي من بين العملاء الرئيسيين في سوق الرمال. في بلاد الذهب الأسود، فإن هذه الرمال تساوي ثروة.
وهكذا، حسب الأمم المتحدة : استوردت الصين والهند والإمارات العربية المتحدة ما قيمته أكثر من 450 مليون دولار من الرمل في عام 2014 وحده.