على عكس سكان المدن الذين يستيقظون على ضجيج المواصلات. في الريف الصوت الوحيد الذي يسمع في الصباح الباكر هو صياح الديك. لكن صياح هذا الطائر صاخب جدا. لدرجة أن يتساءل المرء كيف لا يجعله هذا الصوت القوي أصم ؟
صياح حاد جدا
لا يصيح الديك من أجل تدريب حباله الصوتية. بل هذا الصياح هو طريقة بالنسبة له لتحديد أراضيه وإظهار سيادته على الخم أو الفناء. ولفت انتباه الدجاج اليه.
يصدر الديك صياحا عاليا جدًا. والناس الذين يمتلكون الديكة يعرفون ذلك جيدًا. إذا كان هذا الطائر يتمتع بهذه القوة الصوتية، فذلك بفضل عضو معين، المصفار (syrinx)، الذي يقع بين القصبة الهوائية والشعب الهوائية.
تم حساب شدة هذا الصياح. على مسافة متر واحد، وصلت حدة الصوت الناتج إلى 100 ديسيبل، أي ما يعادل صوت منشار آلي ! وداخل أذن الديك، وصلت حدة الصوت الى أكثر من 142 ديسيبل.
الديك (يضع سدداة) أذن
يمكن للمرء الذي يتعرض بانتظام لمثل هذا الصياح العالي أن يفقد سمعه. في الواقع، ما وراء 120 ديسيبل، مثل هذا الخطر وارد بالفعل.
فكيف لا يصاب الديك بالصمم وهو يسمع (قاب قوسين أو أدنى) صياحه العالي جدا ؟ في الواقع، حتى بعد أن يملأ الريف بصياحه، الدائم كل يوم، لا تتدهور أبدا حدة سمعه.
هذا الأمر أثار اهتمام الباحثين. وبعد دراسة آلية صياح الديك، وجدوا الجواب أخيرًا.
عندما يبدأ هذا الطائر في الصياح، يفتح منقاره بالطبع، ويميل رأسه إلى الخلف. فتتسبب هذه الحركات في انسداد جزئي للقناة السمعية بواسطة أنسجة رخوة.
الأمر يشبه إلى حد ما وضع الديك سدادات على أذنه قبل أن يصيح بأعلى صوته في الصباح الباكر. لذلك من الواضح أنه لا يشعر بأي إنزعاج. لكن ماذا عن الدجاج والفراخ ؟
لحسن حظهم، لا يصيح الديك في آذانهم بل يبتعد بضعة أمتار قبل أن يصدر صيحته القوية.