ما هو اختبار الثالوث المظلم ؟

اختبار ثالوث الظلام والنور هو أداة نفسية مبتكرة تهدف إلى استكشاف الجوانب الخفية لشخصية الفرد. يعتمد الاختبار على مفهوم الثالوث النفسي الذي يتضمن الظلام (الجوانب السلبية) والنور (الجوانب الإيجابية) والتوازن بينهما. يتضمن مجموعة من الأسئلة المصممة لتحليل ردود الفعل والمشاعر في مواقف معينة، مما يساعد المشاركين على فهم أنفسهم بشكل أعمق وتحديد المجالات التي يحتاجون لتحسينها. من خلال هذا الاختبار، يمكن للأفراد تحقيق وعي ذاتي أكبر وتحسين صحتهم النفسية والعاطفية.

تتيح بعض الاختبارات تحديد شخصية الفرد بدرجة معينة من الدقة. كما هو الحال مع ما يسمى باختبار ثالوث الظلام أو الثالوث المظلم (بالإنجليزية : Dark triad)، والذي تستخدمه غالبًا الشرطة أو المحاكم لتحديد الأشخاص القادرين على ارتكاب أفعال إجرامية.


الثالوث المظلم (Dark Triad) هو مصطلح يستخدم في علم النفس لوصف ثلاثة سمات شخصية مظلمة : النرجسية (Narcissism)، الميكيافيلية (Machiavellianism)، والاعتلال النفسي (Psychopathy). هذه السمات تثير اهتمام الباحثين وعامة الناس بسبب تأثيرها العميق على العلاقات الإنسانية والسلوك الاجتماعي.


ما هو الثالوث المظلم؟

  • النرجسية : تتميز بالشعور بالعظمة والحاجة المستمرة للإعجاب والتقدير، مع قلة التعاطف مع الآخرين.
  • السيكوباتية : تتسم بعدم الإحساس بالندم أو الذنب، والاندفاع، والسلوكيات المعادية للمجتمع.
  • المكيافيلية : تُعرف بالتلاعب والخداع لتحقيق الأهداف الشخصية، مع تجاهل الأخلاقيات والقيم.


اختبار لكشف المجرمين

في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، طور علماء النفس اختبار أطلقوا عليه اختبار الثالوث المظلم. هذا الإختبار يتكون من أسئلة تحاول الكشف عن وجود سمات شخصية معينة لدى شخص ما.


هذه السمات عددها ثلاثة وتشكل اذا اجتمعت نوعا من المثلث، أو "الثالوث"، والشخص الذي تكون فيه هذه السمات يشكل خطرا على المجتمع.


 لا يُستخدم اختبار الثالوث المظلم فقط لتحديد المجرمين المحتملين. يمكن لمُدراء الموارد البشرية في الشركات الكبيرة أيضًا استخدامه لتوظيف أطر يمتلكون صفات قد تكون، في بعض النواحي، مشابهة للميولات التي يبرزها الاختبار.


ثلاث سمات شخصية

هذا الاختبار، عندما يكون إيجابيًا، يسلط الضوء على ثلاث سمات مميزة للشخصية الشريرة المحتملة. النرجسية هي أول هذه السمات.


النرجسية هنا ليس المقصود بها بعض الأنانية التي يشعر بها بعض الناس، ولكنها نزعة شاذة للرغبة في التلاعب بالآخرين ( النرجسية اضطراب في الشخصية. والشخص النرجسي يتميز بالغرور، والتعالي، والشعور بالأهمية ويحاول الكسب ولو على حساب الآخرين. وأصل كلمة النرجسية يعود إلى أسطورة يونانية، ورد فيها أن ’’نركسوس‘‘ كان جميلا جداً وقد عشق نفسه حتى الموت عندما رأى وجهه في الماء).


السمة الشخصية الثانية هي السيكوباتية أو الاعتلال النفسي (بالإنجليزية : Psychopathy).


السيكوباتية اضطراب حقيقي في الشخصية، يتميز بنقص التعاطف والسلوك المعادي للمجتمع. علاوة على ذلك، الشخص السيكوباتي يكاد ينعدم لديه الندم إذا ارتكب فعلًا يستحق الشجب أو اللوم.


السمة الثالثة من هذه السمات الثلاثية، الميكافيلية (نسبة الى نيكولا مكيافيللي). الأشخاص الذين يتسمون بها لديهم نظرة ساخرة إلى حد ما للحياة. ويميلون إلى عدم الثقة بالناس. وحتى التلاعب بهم، لمصلحتهم الخاصة.


هذه القدرة على استخدام الآخرين لا تجعل من الممكن دائمًا أن نرى للوهلة الأولى، في الأشخاص الذين حصلوا على درجات عالية في هذا الاختبار، أفرادًا قادرين على ارتكاب أفعال سيئة. في الواقع، قد يظهرون للوهلة الأولى كأشخاص ودودين، يتقنون فن إغراء محاوريهم.


أهمية اختبار الثالوث المظلم

يستخدم اختبار الثالوث المظلم لقياس مدى وجود هذه السمات في الشخص. يمكن أن يساعد هذا الاختبار في فهم كيف يمكن أن تؤثر هذه السمات على السلوك والعلاقات.


كيفية إجراء الاختبار

عادةً ما يتكون اختبار الثالوث المظلم من مجموعة من الأسئلة التي تقيس كل سمة على حدة. يتعين على المشاركين الإجابة عن الأسئلة بمقياس من 1 إلى 5، حيث يعبر الرقم 1 عن عدم الموافقة الكاملة والرقم 5 عن الموافقة الكاملة.


التحليل والتفسير

  • النتائج العالية في النرجسية: تشير إلى شخص يتميز بحب الذات المفرط والحاجة الكبيرة للتقدير.
  • النتائج العالية في الميكيافيلية: تشير إلى شخص يميل إلى التلاعب والدهاء لتحقيق أهدافه.
  • النتائج العالية في الاعتلال النفسي: تشير إلى شخص قد يكون عدوانيًا ولا يشعر بالندم أو التعاطف.


كخلاصة، يُعد اختبار الثالوث المظلم أداة مهمة في فهم وتحليل الشخصيات المظلمة، ويساعد في تحديد الأفراد الذين قد يكون لديهم تأثير سلبي على المحيطين بهم. من خلال استخدام هذا الاختبار، يمكن للشركات والأفراد اتخاذ خطوات استباقية لتحسين البيئات الاجتماعية والمهنية.