في الإجتماع الأخير لـ (COP26) في (غلاسكو)، حرص المشاركون على تقديم التزامات معينة للحد من تراجع مساحات الغابات وكذلك الحد من انبعاثات غاز الميثان. لكن هل ستكون هذه الإجراءات كافية لوقف الاحتباس الحراري ؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فقد تصبح مناطق معينة من العالم غير صالحة للعيش بحلول عام 2050.
الحرارة والرطوبة : مزيج خطير
إذا ارتفعت درجات الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين، فقد يتضاعف بأربعة مرات عدد موجات الحرارة الشديدة. التي ستكون مميتة. في الواقع، تسببت موجات الحرارة الشديدة هذه في وفاة أكثر من 140 أمريكي سنويًا بين عامي 1991 و 2020.
وهذه الحرارة تكون أكثر خطورة إذا كانت مصحوبة
برطوبة عالية. في الواقع، يمكن تحمل الهواء الجاف بسهولة أكبر. لأنه عند ملامسته للجلد، يتبخر العرق وهذه
الظاهرة هي التي تساعدنا على مقاومة الحرارة.
لهذا السبب، إذا كان الهواء حارًا جدًا ورطبًا جدًا، يظل العرق عالقًا بالجلد، فيصبح الجسم غير قادر على تبريد نفسه. ومن هنا طور المتخصصون مفهوم ’’الحرارة الرطبة‘‘، الذي يشار إليها باختصار (TW).
وقد أظهرت الحسابات أن درجة حرارة 35 (TW) قد تؤدي
إلى الوفاة في غضون ست ساعات فقط.
مناطق قد تصبح غير صالحة للعيش
إذا زادت هذه الحرارة الشديدة المترافقة مع الرطوبة العالية في السنوات القادمة، فقد تجعل مناطق معينة من العالم غير صالحة للعيش بحلول عام 2050.
وهذه المناطق تضم دول الخليج الفارسي، مثل الكويت أو إيران على وجه الخصوص، وكذلك دول شبه الجزيرة العربية وشمال شرق أفريقيا، مثل السودان، أو حتى مصر.
ولكن أيضا البلدان الواقعة في مناطق مختلفة مثل
البرازيل أو شرق الصين أو جزء من جنوب آسيا يمكن أن تكون مهددة أيضًا بموجات الحرارة الرطبة الشديدة.
وحتى بعض المناطق الأمريكية، مثل ولاية (Iowa) وولاية (Arkansas)، قد تتعرض لعواقب ’’درجة الحرارة الرطبة‘‘،
كما يسميها المختصون. ولكن هذا لن يحصل إلا على المدى البعيد، حيث قد تظهر موجات الحرارة الرطبة في غضون خمسين عامًا تقريبًا.