هذه الظاهرة تكون لدى 80٪ من الأطفال الرضع. حيث عند الولادة، تكون لديهم عيون رمادية زرقاء ثم، بعد بضعة أشهر، يتغير هذا اللون، ويغمق لتصبح العيون بنية أو خضراء أو غير ذلك.
يرجع سبب هذا التغيير في اللون الى الخلايا المسئولة عن اللون، والتي تسمى الخلايا الصباغية (melanocytes). وهذه الخلايا هي التي تنتج الصبغة الداكنة، التي تسمى الميلانين، والتي تستخدم لتلوين الجلد والشعر ولكن أيضًا ... القزحية، هذا القرص الملون في العين الذي يوجد في مركزه البؤبؤ.
تكون القزحية، خلال الأسابيع الأولى من حياة الطفل، خالية من الخلايا الصباغية. واللون الأزرق المائل للرمادي الذي نراه ليس في الواقع لون سطح القزحية، لأن هذا السطح يكون شفافًا عند الولادة، بل هو لون طبقتها العميقة، والتي لونها أزرق رمادي.
تدريجيًا ستبدأ الجينات في التحكم في إنتاج وتوزيع الميلانين، وسيذهب جزء من الميلانين إلى القزحية. ويمكن أن تنشأ ثلاث حالات :
إما أن
تكون جينات الطفل هي جينات طفل بعيون زرقاء. في هذه الحالة، تمنع الجينات إنتاج
الميلانين في القزحية. وبالتالي تحتفظ العيون على لونها الأزرق. أما إذا تم منع إنتاج الميلانين بنسبة
100٪ ، فسيصاب الطفل بالمهق (albinism) وقد تظهر القزحية بعد ذلك بظلال حمراء، لأنها شفافة تمامًا فنرى من خلالها الأوعية الدموية في شبكية العين. أو، في غالبية
الحالات، يكون لدى الطفل جينات العيون الداكنة أو البنية، فتتحكم هذه الجينات في إنتاج
الميلانين في القزحية لتحويلها إلى اللون البني.
بعد 6 أشهر في المتوسط، يظهر اللون النهائي.
أخيرًا، إذا لم تطلب الجينات نفس الكمية من الميلانين لقزحية العينين معا، فإننا نحصل على عيون ذات ألوان مختلفة، غالبًا عين زرقاء والأخرى بنية. وهذه الحالة يطلق عليها تغاير تلون القزحيتين (heterochromia). إذا كان هذا التغاير كاملا، فإننا نتحدث عن الاختلاف الكامل؛ وفيه يكون لون إحدى القزحيتين مختلفاً تماماً عن الأخرى. وفي حالة كان تغايرا جزئيا، فيكون جزء من إحدى القزحيتين مختلفاً عن لون الجزء الباقي من القزحيّة نفسها.
في عام 2010، أنجب والدان نيجيريان طفلًا أشقر بعيون زرقاء !
ربما ستعتقدون أن هذا مستحيل تمامًا، لكن اختبار الحمض النووي أثبت أن هذا الطفل الأشقر هو بالفعل من كلا الوالدين النيجيريين. والعلماء ليسوا متأكدين تمامًا كيف حدث ذلك، لكن لديهم ثلاث نظريات.
ووفقًا للبعض، فإن الطفل لديه طفرة جينية فريدة من نوعها، ووفقًا لآخرين، أنه كان هناك جين كامن لدى أحد الوالدين وقد ظهر لدى الطفل، والنظرية الثالثة تقول أن الطفل يعاني من شكل نادر من المهق.
لماذا لون الصلبة (بياض العين) أبيض ؟
الصلبة لدى الشمبانزي والبونوبو، لونها وردي غامق للغاية الى درجة السواد. لكن لدى الإنسان هي شديدة البياض. فلماذا يا ترى ؟
في الواقع، يعطي التباين العالي بين الأبيض والقزحية وضوح أكبر الى الجهة التي تنظر إليها العين، حتى من مسافة بعيدة. حيث يصبح من السهل معرفة إلى أي اتجاه ينظر شخص ما أو ما إذا كان ينظر إليك مباشرة.
القزحية الداكنة مع صلبة داكنة تجعل هذا الأمر أكثر صعوبة.
إذن فبياض الصلبة لدى البشر لها فائدة معينة وهي السماح بمعرفة اتجاه النظر حتى ولو على مسافة بعيدة، من أجل سهولة التواصل.