الرحم هو المكان الذي ينمو فيه الجنين ويتطور أثناء الحمل. يوفر البيئة اللازمة لتغذية ونمو وحماية الطفل حتى الولادة. على عكس الأعضاء الأخرى، فإن الرحم ليس فيه نهايات عصبية كثيرة. لهذا السبب يمكن إجراء بعض العمليات الجراحية، مثل الولادة القيصرية، بمستويات منخفضة من الألم. يستطيع الرحم تحمل وجود جنين في طور النمو على الرغم من أنه يحمل نصف مادته الوراثية من الأب، والذي يعتبره جهاز المناعة غريبًا. هذا يرجع جزئيًا إلى الحاجز المشيمي وآليات مناعية محددة. يتمتع الرحم بقدرة لا تصدق على التوسع. يمكن أن ينمو من حجم حوالي 7.5 سنتيمتر في الطول و 5 سنتيمتر في العرض إلى حجم كبير بما يكفي لاستيعاب جنين ينمو.
الأرحام الاصطناعية
ماذا لو أصبحت رواية (Brave New World) حقيقة ؟ إنها فرضية يأخذها العديد من المراقبين على محمل الجد منذ أن أعلن الباحثون الصينيون عن إنشاء رحم اصطناعي قادر على إنماء الأجنة دون مساعدة من البشر. قد يبدو هذا وكأنه سيناريو خيال علمي، ومع ذلك فهو حقيقة !
في الواقع، كما هو موضح في مجلة الهندسة الطبية الحيوية،
قد تحل هذه الآلة مشاكل شيخوخة سكان الصين. والصينيون يأخذون الأمر على محمل الجد لدرجة وضع ثقة كبيرة في هذا
الرحم الاصطناعي. في
الحقيقة، هذا الرحم الإصطناعي هو عبارة عن جهاز أو نظام يحتوي على سائل مغذي تُغمر فيه الأجنة. في البداية، الاختبارات ستتم على أجنة الفئران، لأن الاختبارات على البشر هي محظورة حتى الآن. هذا الرحم الاصطناعي تتم مراقبته بواسطة الذكاء الاصطناعي لضبط مستويات ثاني أكسيد الكربون والعناصر الغذائية في
الوقت الفعلي. بدون الخوض في التفاصيل التقنية، يمكن للآلة تصنيف الأجنة وفقًا
لحالتها الصحية وإمكانات تطورها، ولكن أيضًا اكتشاف الحالات الشاذة أو فقط إعلام التقني المسؤول في حالة حدوث أي مشكلة.
حاليا، الإختبارات تتم فقط على أجنة الحيوانات، حتى لو كانت رغبة الباحثين واضحة : الانتقال إلى الاختبارات على البشر في أسرع وقت ممكن. كما يمكن فهم ذلك من كلام مدير الأبحاث (سون هايكوان)، الذي قال : ’’لا يزال هناك العديد من الألغاز التي لم يتم حلها حول فسيولوجيا التطور الجنيني البشري النموذجي‘‘. ولكن قبل الانتقال إلى الاختبار على البشر، لا تزال هناك مشكلة تشريعية يتعين حلها. في الواقع، الرحم الاصطناعي يندرج في خانة تأجير الأرحام، وهذا الأمر محظور ببساطة في الصين. وأي شخص يحاول إجراء اختبارات على أجنة بشرية سيكون خارجًا عن القانون ... ناهيك عن مسائل الأخلاقيات الطبية. تمامًا كما هو الحال مع (Elon Musk) الذي يرغب في زيادة قدرات البشر باستخدام شريحة (Neuralink)، فإن الأطفال الذين سينشأون في أرحام اصطناعية سيشكلون زلزالًا حقيقيًا سواء كان ذلك إيجابيا أو سلبيا.
لقد تباينت مواقف المجتمع العلمي الدولي بشأن الأرحام الاصطناعية. يرى بعض العلماء أن الأرحام الاصطناعية هي تقدم تكنولوجي يمكن أن يساعد النساء اللواتي يجدن صعوبة في الحمل أو في اكتماله. بينما يشير علماء آخرون إلى المخاطر الأخلاقية والآثار الاجتماعية لهذه التكنولوجيا، بما في ذلك إمكانية إنجاب أطفال بدون أمهات أو خلق تصور ظالم في حق النساء باعتبارهن آلات إنجاب فقط. لا تزال الأرحام الاصطناعية قيد التطوير ويثير استخدامها قضايا أخلاقية واجتماعية مهمة تتطلب دراسة متأنية من قبل المجتمع العلمي والمجتمع ككل.
وتجدر الإشارة إلى أن الأبحاث حول الأرحام الاصطناعية لا تزال جارية وهناك العديد من التحديات التكنولوجية التي يجب حلها قبل أن تصبح حقيقة عملية.