المرأة في الصورة أعلاه، هي (ماري أندرسون) مخترعة ماسحات الزجاج الأمامي للسيارة. في المرة القادمة التي تقود فيها السيارة تحت مطر غزير، يمكنك شكر هذه المرأة التي كانت تعمل في مجال العقار، لكن بفضل ذكائها اخترعت مساحات الزجاج الأمامي في عام 1903. وفي عام 1917، قامت امرأة أخرى، شارلوت بريدجوود، بتحسين هذا الجهاز من خلال اختراع مساحات أوتوماتيكية للزجاج الأمامي. وباستخدام البكرات بدلاً من الشفرات، تم تجهيز نظامها بمحرك وتوفير التنظيف المستمر دون تدخل اليدوي للسائق. ومع ذلك، لم يكتسب هذا الاختراع شعبية على الفور، ويرجع ذلك جزئيًا إلى عدم وجود توحيد قياسي في صناعة السيارات في ذلك الوقت.
اختراع مساحات الزجاج الأمامي للسيّارة أحدث ثورة في السلامة الطرقية
رافق تطور السيارات تطورات تكنولوجية كبيرة أدت إلى تغيير الطريقة التي نقود بها سياراتنا ونتفاعل معها. ومن بين هذه الابتكارات، يحتل اختراع ماسحات الزجاج الأمامي مكانة حاسمة من حيث السلامة والراحة.
أولى ابتكارات مساحات الزجاج الأمامي للسيارة
يعود تاريخ مساحات الزجاج الأمامي إلى بداية القرن العشرين. في عام 1903، حصلت ماري أندرسون، وهي مخترعة أمريكية، على براءة اختراع لأول جهاز لتنظيف الزجاج الأمامي للسيارة. تتكون هذه الآلية اليدوية من ذراع مزود بشفرة مطاطية، يتم تشغيلها من داخل السيارة بواسطة دراع آلي. وعلى الرغم من أن هذا الاختراع بدائي، إلا أنه وضع أسس أنظمة المسّاحات الحديثة.
خطرت لـ (ماري أندرسون) فكرة اختراع هذا الجهاز (ماسحات الزجاج الأمامي للسيارة) عندما كانت في زيارة لمدينة نيويورك عام 1902، وهو اليوم الذي استقلت فيه (الترام) أثناء تساقط الثلوج. خلال هذه الرحلة، لاحظت (ماري) أن سائق (الترام) كان يضطر إلى إبقاء نافذته مفتوحة، حيث كان في كل مرة يمد ذراعه خارج المقصورة لتنظيف الزجاج الأمامي باستخدام مسّاحة يدوية.
عند عودتها إلى (برمنغهام)، في (ألاباما)، حيث كانت تعيش مع أختها ووالدتها، تقدمت بطلب للحصول على براءة اختراع لجهاز، أطلقت عليه اسم ماسحات الزجاج الأمامي (windscreen wipers)، والتي كان من المقرر تشغيلها بواسطة مقبض في داخل السيارة لتنظيف الزجاج الأمامي لهذه الأخيرة.
تم تقديم الطلب في 18 يونيو 1903. في 10 نوفمبر
1903، منح مكتب براءات الاختراع الأمريكي براءة الاختراع 743801 لـ (ماري) لجهاز
تنظيف النوافذ، ماسحات الزجاج الأمامي.
لسوء الحظ، لم تتمكن (ماري) من بيع اختراعها لمصنعي السيارات، الذين ادّعوا أن الجهاز ليس له قيمة تجارية. بعد انتهاء صلاحية براءة اختراع (ماري أندرسون) في عام 1920، أصبحت مساحات الزجاج الأمامي تستخدم في كل السيارات. لم تجني (ماري) مكسبا ماديا من اختراعها، ولكن تم تكريمها في عام 2011 في معهد المخترعين (the National Inventors Hall of Fame).
اليوم، يعد تغيير شفرة هذه الماسحات جزءًا مهمًا من صيانة السيارة. ويمكن إيجاد هذه الماسحات في مجموعة متنوعة من الأشكال والأحجام، وبعضها يتم تسخينه للمساعدة في الحفاظ على الزجاج الأمامي للسيارة نظيفا تماما.
لقد تطورت مساحات الزجاج الأمامي بشكل كبير بفضل التقدم التكنولوجي. حيث تعمل الأنظمة الأوتوماتيكية المزودة بأجهزة استشعار للمطر على اكتشاف الظروف الجوية وضبط سرعة ماسحات الزجاج الأمامي تلقائيًا. لا توفر هذه التقنية التنظيف الأمثل فحسب، بل تساعد أيضًا السائق على تركيزه في القيادة من خلال التخلص من الحاجة إلى ضبط ماسحات الزجاج الأمامي يدويًا.
في المناطق التي تعرف تتميز بشتاء قاسي، أصبحت مساحات الزجاج الأمامي الساخنة ضرورية. تقوم هذه الأنظمة بدمج عناصر التسخين في الشفرات أو الزجاج الأمامي لمنع تكوين الجليد أو الصقيع، مما يضمن رؤية واضحة حتى في الظروف الجوية القاسية. وقد أدى هذا الابتكار إلى تحسين السلامة الطرقية بشكل كبير في فصل الشتاء، مما يقلل من مخاطر الحوادث بسبب إعاقة الرؤية.
كما تطورت المواد المستخدمة في شفرات مساحات الزجاج الأمامي. تم استبدال الشفرات المطاطية بمزيج من المطاط الصناعي والسيليكون، مما يوفر المزيد من المتانة والكفاءة في الأداء. بالإضافة إلى ذلك، تعمل التصميمات الديناميكية الهوائية الحديثة في المسّاحات على تقليل الضوضاء والاهتزازات، مما يحسن من راحة القيادة.
تحديات ومستقبل مساحات الزجاج الأمامي للسيارة
الاستدامة والبيئة
أحد التحديات الحالية يتعلق بمتانة ماسحات الزجاج الأمامي وتأثيرها البيئي. ويعمل المصنعون على تطوير شفرات مساحات أكثر متانة، مما يقلل من تكرار استبدالها والأثر البيئي المترتب عن ذلك. تعد المواد القابلة لإعادة التدوير وعمليات الإنتاج الصديقة للبيئة من مجالات البحث العلمي النشط.
التكامل مع التقنيات المتقدمة
مع ظهور السيارات ذاتية القيادة، يجب أن تتكيف ماسحات الزجاج الأمامي مع التقنيات الجديدة. يجب أن تتكامل أنظمة الكشف والتنظيف بسلاسة مع أنظمة القيادة الذاتية لضمان الرؤية المثلى. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت الواجهة بين ماسحات الزجاج الأمامي وأنظمة سلامة العربات الأخرى، مثل الكاميرات وأجهزة الاستشعار، معقدة وضرورية بشكل متزايد.
كخلاصة، كان لاختراع ماسحات الزجاج الأمامي دور حاسم في تحسين سلامة السائق وراحته على الطرقات. بدءًا من النماذج اليدوية المبكرة لـ "ماري أندرسون" ووصولا الى الأنظمة الأوتوماتيكية وأنظمة التسخين الحديثة، تطور هذا الابتكار لتلبية احتياجات السائق المتغيرة ومواكبة التقدم التكنولوجي. وبالنظر إلى المستقبل، فإن التحديات المتعلقة بالاستدامة وتكامل التكنولوجيات الجديدة ستكون محركات للابتكار في هذا المجال الأساسي. وستستمر ماسحات الزجاج الأمامي للسيارة في لعب دور حيوي في ضمان القيادة الآمنة والمريحة، مهما كانت الظروف الجوية.