كيف تستطيع الحشرات الطيران تحت المطر؟

 

ربما قد لاحظتم ذات مرة أنه حتى في الطقس الممطر، تستمر العديد من الحشرات في الطيران. ولكن كيف يمكن لهذه الكائنات الصغيرة أن تطير بين قطرات المطر ؟

البعوض تحت المطر

أراد باحثون أمريكيون معرفة السر وراء قدرة الحشرات على الطيران في الطقس الماطر. لذلك قاموا بحبس البعوض في صناديق شفافة، وبفضل جهاز معين، قاموا بمحاكاة أمطار غزيرة.

وهكذا تمكنوا من مراقبة سلوك هذه الحشرات عند مواجهتها للمطر. فوجدوا أن البعوض لم يتأثر أبدا بالأمطار الغزيرة.

استراتيجيات الحشرات لتفادي المطر

غالبًا ما تكون قطرة المطر أثقل بكثير من الحشرة الضعيفة. حيث يمكن أن تكون كتلة قطرة المطر مرتين إلى خمسين مرة أكبر من كتلة الحشرة. عند تعرضها لقطرة المطر قد تفقد الحشرة توازنها قليلاً، وتفقد بالتالي بعض الارتفاع لكنها تقاوم الصدمة. كيف تتمكن من ذلك ؟ بادئ ذي بدء، الحشرة تكون محمية بفضل متانة هيكلها الخارجي، وهذا الهيكل الخارجي الذي، يشبه قوقعة السلاحف أو قوقعة بعض الرخويات، نجده عند العديد من الحشرات.

علاوة على ذلك، فإن الكتلة الصغيرة للحشرة تمنع انجرافها عند تعرضها لقوة قطرة الماء. وإذا جرفتها، فهي لا تغرق،على الأقل في كثير من الأحيان. في الواقع، لدى الحشرة القدرة على حبس أنفاسها لفترة طويلة جدًا. حيث قد يبدو لنا أن الحشرة صارت جثة جامدة، لكنها ما تلبث تعود إلى الحياة بمجرد أن تتمكن من الخروج من وسط قطرة الماء. وتعرف الحشرة أيضًا كيف تتبع مسار قطرة الماء، ثم تتفادها قبل أن تصطدم بالأرض.

اللجوء الى ملجأ

في الواقع، الأمطار الغزيرة قد تؤذي بعض الحشرات، مثل الفراشات، والتي يمكن أن تمزق أجنحتها. في أغلب الأحيان، عندما تشعر حشرة ما بالمطر قادمًا، فإنها تحاول الاحتماء. حيث تبحث عن جميع الأماكن التي يحتمل أن تحميها من هطول الأمطار. بعض الحشرات تحتمي تحت الأوراق، وبعضها، مثل النمل أو النحل، تلجأ إلى أعشاشها.

وهكذا، يختبئ النمل في مأوى مغطى بإبر الصنوبر أو غيرها من حطام الغطاء النباتي. فلا يعود يخشى المطر.