غالبًا ما يعود الفضل للتقدم في الطب إلى أعمال علماء سابقين لعصرهم. وأحد هؤلاء العلماء (ويليام هارفي) الذي إكتشف آلية الدورة الدموية. ولكن، مثل الإكتشافات الطبية الأخرى، كانت نظرية (ويليام هارفي) موضع خلاف من قبل الأطباء في ذلك الوقت.
اكتشاف (ويليام هارفي)
في القرن السابع عشر، كان الطب لا يزال قائمًا، في معظمه، على المبادئ التي أسسها الأطباء اليونانيون القدماء. وهكذا، استندت المعارف حول الدم البشري بشكل خاص على كتابات (جالينوس).
بالنسبة لهذا الطبيب اليوناني، الذي عاش في القرن الثاني بعد الميلاد، كان هناك نوعان من الدم : الدم الوريدي، الذي ينتجه الكبد، والدم الشرياني الذي يأتي من القلب. كان يُعتقد أن هذان العضوان ينتجان دمًا جديدًا باستمرار، الذي يمكن أن تصبح كميته مفرطة مع مرور الوقت. ومن هنا بدأ اللجوء إلى عمليات (الجرح) التي قتلت بلا شك من المرضى أكثر مما عالجت.
في عام 1628، رافضا لهذه المعتقدات أو النظريات، وصف الطبيب الإنجليزي (ويليام هارفي)، بناءً على العديد من التجارب، آلية الدورة الدموية كما نعرفها اليوم. فتوصل إلى أن الدم الذي ينتقل من الأعضاء إلى القلب عبر الأوردة، ومن القلب إلى الأعضاء عبر الشرايين هو نفسه. ولا يتم تجديده بل يتم الحفاظ عليه طوال الحياة.
نظرية عارضها الأطباء الفرنسيون
استخف الأطباء الفرنسيون بنظرية (ويليام هارفي) واعتبروه دجالًا، وأن نظريته هذه خطيرة على صحة الإنسان. لكن تدخل (لويس الرابع عشر)، بعد ما يقرب من خمسين عامًا، حسم الخلاف.
مقتنعًا بأفكار الطبيب الإنجليزي، طلب الملك من أحد
الجراحين، في عام 1672، تعليم طلابه نظرية (هارفي) حول الدورة الدموية. وقد كان هذا
التدخل الملكي أول تدخل للدولة في مجال الطب.