ربما، مثل كثير من الناس، تقوم بغسل أو تنظيف المرحاض بماء جافيل. في الواقع، يبدو أن هذه العادة ضارة جدًا بالصحة وبالبيئة. كيف ذلك ؟ الجواب في هذا المقال الوجيز.
ماء جافيل شديد التفاعل
ماء جافيل أو هيبوكلوريت الصوديوم هو منتج أسه الهيدروجيني الأساسي (pH) هو حوالي 11.5. مثل أي مركب أساسي، يتفاعل مع الجزيئات الحمضية. وبالتالي في وجود الخل الأبيض، يؤدي التفاعل بين المنتجين إلى إنتاج الكلور. يتسبب هذا الغاز السام للغاية في تهيج للجهاز التنفسي والعينين.
وبالمثل، يمكن ملاحظة انبعاث أبخرة مماثلة مهيجة
عندما يلتقي ماء جافيل بمنتج لإزالة الترسبات. المنتج الذي من المحتمل جدًا أنك تستخدمه
أيضًا لتنظيف المرحاض. وهذا الأمر يشكل خطر !
بالإضافة إلى ذلك، تتفاعل المنظفات التي
أساسها الأمونيا بشدة مع ماء جافيل فتنتج الكلورامين. وهذه المركبات سامة للعيون
والجهاز التنفسي. في فرنسا، توفيت امرأة تبلغ من العمر 57 عامًا بعد أن قامت بخلط ماء جافيل مع مُنظّف من أجل تنظيف المرحاض. حيث تسببت الأبخرة المنبعثة أثناء التفاعل في ضائقة
تنفسية للسيدة مما أدى الى وفاتها. لحسن الحظ، حالات الوفاة المتعلقة باستنشاق الكلورامين
نادرة للغاية.
وللإشارة، البول يحتوي على الأمونيا، لذلك يمكن
أن يتفاعل ماء جافيل مع آثار هذا الجزيء المتبقي في ثقب المرحاض. في الواقع، تركيز الأمونيا
منخفض للغاية بحيث قد لا يتسبب في اضطرابات كبيرة على الفور، ولكن مع مرور السنين، يمكن
أن يؤدي التعرض المطول لهذه الابخرة إلى اضطرابات في الجهاز التنفسي. ومما يزيد الطين بلة أن
المراحيض غالبًا ما تكون أماكن مغلوقة وهذا يؤدي إلى زيادة تركيز الغازات المهيجة.
ومن ثم فإن ماء جافيل ليس، على أي حال، منظف
منزلي جيد. صحيح أن هذا المنتج يقتل البكتيريا وله تأثير مُبيّض قوي، لكن ليس له
أي تأثير على الترسبات الكلسية، التي تعتبر العدو الأول للمراحيض. ويجب الامتناع عن استخدام ماء جافيل إذا كان المرحاض متصل بخزان للصرف الصحي (septic tank) لأن ماء جافيل يقضي على
البكتيريا اللازمة لعمل الخزان بشكل صحيح.
أخيرًا، يعتبر ماء جافيل كارثة حقيقية على البيئة.لأن الكلور الموجود في هذا الأخير يميل إلى التبخر ويتفاعل مع الجزيئات الأخرى في الغلاف الجوي لإنتاج منتجات عضوية الكلور(organochlorine products). ومن المعروف أن هذه المواد، شديدة الاستقرار، لها تأثيرات سامة على الأعصاب.
ملخص أضرار ماء الجافيل :
- مادة أكالة : يعتبر ماء الجافيل مادة أكالة، مما يعني أنها يمكن أن تهيج أو تحرق الجلد أو العينين. يمكن أن يؤدي أيضًا إلى تآكل (تدمير) المعادن. يمكن أن يتسبب في حروق وأضرار شديدة على الجلد.
- الأبخرة السامة : عند مزج ماء جافيل مع مواد كيميائية أو منظفات أخرى، يمكن أن تنتج غازات سامة يمكن أن تلحق الضرر بالرئتين أو تكون قاتلة.
- تهيج الجهاز التنفسي : استنشاق الرائحة المنبعثة من ماء جافيل يمكن أن يسبب صداعًا شديدًا وغثيانًا وحساسية خطيرة. يمكن للأبخرة الناتجة عن هذه المادة المُبيضة أن تهيج العينين والجهاز التنفسي، لذلك من المهم استخدامه في منطقة جيدة التهوية، واستخدام المراوح أو فتح النوافذ والأبواب، وارتداء جهاز التنفس الصناعي إذا أمكن ذلك.
- تضرر الأغشية المخاطية : يمكن أن يسبب ماء الجافيل حروقًا على الأغشية المخاطية للفم والحلق والمريء والمعدة.
- مقاومة البكتيريا : إذا تم استخدام ماء جافيل بشكل متكرر وبكميات كبيرة في المنزل، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة مقاومة بعض الجراثيم المسببة للأمراض التي يصعب القضاء عليها أو حتى استحالة القضاء عليها.
من المهم توخي الحذر دائمًا عند استخدام ماء جافيل ومواد التبييض بصفة عامة، خاصة في مكان الإقامة. يجب التدرب على كيفية استخدامه وتخزينه بأمان وكيفية التصرف في حالة الطوارئ. وتجدر الإشارة الى ان هناك أيضًا بدائل طبيعية صديقة للبيئة والصحة.
حلول طبيعية
لتنظيف المراحض بشكل فعال دون الإضرار بالصحة أو بالبيئة، ينصح باستخدام الخل الأبيض النقي، وتركه يعمل طوال الليل أو إذابة ملعقة أو ملعقتين كبيرتين من بيركربونات الصودا في لتر واحد من الماء الساخن وصبه مباشرة في وعاء المرحاض.