يبدو من الصعب جدًا أو حتى من المستحيل الاستغناء عن (google). ومع ذلك، أطلق الاتحاد الأوروبي مؤخرا دعوة لإنشاء خوادم (DNS) لجميع الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة.
ما هي خوادم (DNS) ؟ وكيف يمكن لهذا أن يجعل أوروبا أكثر استقلالية عن (google) ؟ هذا ما أقترح أن نراه في هذا المقال الوجيز.
بادئ ذي بدء، يجب أن تعلموا أن خادم (DNS) ضروري للولوج إلى الإنترنت. في الواقع، عندما تكتب عنوان الموقع الذي تريد الانتقال إليه في خانة أو شريط البحث على المتصفح، فإن جهاز الكمبيوتر الخاص بك يتصل بخادم (DNS)، والذي يُسمى أيضًا بالمُحلل (resolver)، لمعرفة عنوان IP الخاص بالموقع، بمعنى آخر، الطريق المؤدية إليه.
عادةً ما تستخدم الأجهزة (الكومبيوتر، الهانف..) خوادم DNS الخاصة
بالشركة المزودة لخدمة الإنترنت، ولكن من الممكن أيضًا استخدام الخوادم العامة، مثل خوادم (جوجل). من جهة أخرى، أشارت المفوضية
الأوروبية في دعوتها إلى أن عددًا كبيرًا من المؤسسات ومستخدمي
الإنترنت داخل الاتحاد الاوروبي يستخدمون خوادم (DNS) الموجودة
خارج أوروبا. وهذا كافٍ لإثارة قلق السلطات الأوروبية بشأن احترام الخصوصية، ودفعها للعمل مع
مشروع (DNS4EU). وبالتالي
فإن فكرة المشروع هي إنشاء عدة خوادم (DNS) قادرة
على دعم معايير تقييدية إلى حد ما لحماية خصوصية مستخدمي الإنترنت في أوروبا، مع
حظر بيع البيانات الشخصية أو تسييلها.
من أولويات الاتحاد الأوروبي أن تقوم الخوادم بدمج
نظام تصفية لحماية مستخدمي الإنترنت من المواقع التي تحتوي على فيروسات أو حملات
تصيد (phishing). بالإضافة إلى ذلك، سيتعين على هذه الخوادم أيضًا حظر المواقع المستهدفة
بقرارات المحكمة، على سبيل المثال تلك التي تحتوي على محتوى مقرصن، وهو ما لا يمكن فعله عبر خوادم (غوغل). وقد يرى البعض ذلك على أنه محاولة لفرض رقابة على الويب في القارة العجوز، لكن يجب العلم أن مزودي خدمة الإنترنت يخضعون بالفعل لمثل هذه الإجراءات التي تؤثر
جزئيًا بالفعل على تصفح الإنترنت. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الخوادم ستتم إتاحتها ببساطة
للعموم، ولن يتم استخدامها إجباريا. لذلك سيكون لدى المستخدمين دائمًا الخيار.