الذبابة، هذه الحشرة الصغيرة التي لا تنفك عن إزعاجنا. إذا حاولنا القبض عليها، فغالبًا ما نفشل في ذلك. فلماذا تنجو هذه الأخيرة بهذه السهولة من قبضتنا ؟
مراقبة ردة فعل الذباب
كما تعلمون، بلا شك، فالذباب يملك ردة فعل سريعة جدًا، وفي معظم الأحيان، يطير بعيدًا قبل أن نتمكن من سحقه بشيء ما. لقد أراد باحثون أمريكيون أن يفهموا كيف يتمكن الذباب من تفادي الهجمات أو الضربات بهذه السرعة. فقاموا أولاً بإنشاء منطقة طيران حيث يمكن للذباب أن يطير.
لمراقبته، استخدموا كاميرات سريعة للغاية،
قادرة على التقاط 7500 صورة في الثانية. مما مكنهم من تسجيل طبيعة تحليق الذباب
بالتفصيل.
قدرات مذهلة
أكدت نتائج هذه التجربة ما كان يعتقده الباحثون بالفعل. حيث وجدوا أن الذبابة، التي ترصد تهديدًا ما، تبدأ بتحريك جسدها، ثم
برفرفة بسيطة من الجناح، الذي يرفر حوالي 200 مرة في الثانية، تهرب على الفور في
اتجاه آخر.
إذا كان الذباب يتمتع بمثل هذه الردود الفعل
السريعة، فذلك لأنه يلتقط، في وقت قصير جدًا، معلومات تزيد سبع مرات عن
المعلومات التي يلتقطها البشر.
الأمر كما لو تم إبطاء الزمن لهذه الحشرات حتى ترصد كل التفاصيل. لذلك تستطيع إدراك التهديدات التي لا يمكننا حتى أن نلمحها. يستمد
الذباب سرعة ردة الفعل الخارقة هذه من وجود نظام حسي دقيق للغاية.
لكن يعود الفضل في ذلك، أيضًا، الى الحدة غير العادية لحاسة البصر لديها. في الواقع، تمتلك كل من عيني الذبابة 1500 واجهة. وهذا يسمح لها بالحصول على رؤية بانورامية، وبفضل ذلك يمكن للذباب اكتشاف التهديدات بسهولة أكبر، مهما كان مصدرها.
لماذا لا يتمكن الذباب من إيجاد المخرج أبدا ؟
عندما يدخل الذباب الى منزلك ويبدأ بإصدار أزيزه المزعج، تصبح لديك رغبة واحدة فقط : إخراجه من الغرفة. ولهذا، تقوم، على الفور، بفتح جزء من النافذة.. ولكن، لدهشتك، يصطدم الذباب بالجزء المغلق منها. قد يتمكن بعض الذباب من الخروج، لكن البعض الآخر لا يزال غير قادر على إيجاد طريقه للخروج.
في الواقع، اصطدام هذه الحشرات بالزجاج، يرجع، في المقام الأول، الى كونها لا تستطيع رؤيته. لأن أعين الذباب مكونة من آلاف الأسطح المستقلة، مما يمنحه مجال رؤية واسع ويسمح له بالتقاط الحركات بشكل أفضل منا. قدرات كبيرة تسمح له، في كثير من الأحيان، بالهروب من مفترسيه. لكن عيون الذباب غير مصممة للتكيف مع المسافة والتركيز على شيء واحد.
بالإضافة إلى ذلك، تتحرك الذبابة بشكل أساسي وفقًا للضوء. لذلك فإن ضوء الشمس هو الذي يوجهها خارج المنزل. وما إذا كانت النافذة مفتوحة أم مغلقة فلا يشكل ذلك فرقا لها.
تنجذب الحشرة نحو مصدر الضوء دون أن تدري أن نافذة غير مرئية لعينيها تمنعها من التوجه نحوها. عندما تندفع نحو أشعة الضوء، تسير الذبابة في اتجاهها، بطيران موحد. ولكن عندما تدخل غرفة المنزل، تنجذب إلى ضوء المصباح، وتبدأ في الدوران حوله. تفسر هذه الظاهرة بانتشار انبعاث الضوء في جميع الاتجاهات.
وقد يتساءل المرء لماذا لا يخرج الذباب ببساطة بالطريقة التي دخل بها. إذا لم يتمكن من ذلك، فذلك لأن لديه أدمغة صغيرة وذاكرة غير جيدة. في الواقع، لا يتذكر الذباب كيف دخل إلى المنزل.
هناك خدعة بسيطة لمساعدة الذباب في العثور على المخرج : يجب اغلاق الستائر على جميع النوافذ، باستثناء النافذة التي يجب تركها مفتوحة. ستدرك الذبابة مصدرًا أكثر سطوع للضوء في النافذة المفتوحة وستتمكن من الخروج من خلالها.