يمكن أن يتعرض ركاب الطائرة لما
يسمى بالإنجليزية (fume event) أو (حدث الدخان) بالعربي. ويمكن أن يكون لهذا الحادث عواقب وخيمة على
صحة الركاب وطاقم الطائرة.
هواء مضغوط
حول الطائرات المدنية، التي تطير على ارتفاعات عالية للغاية، يكون الهواء شديد البرودة. ولكي يتنفس الركاب، يجب ضغط هذا الهواء الخارجي للحفاظ على ضغط طبيعي داخل المقصورة.
والمفاعلات هي التي تتولى مهمة ضخ هذا الهواء المضغوط والساخن. ويتم
تنفيذ هذه العملية بواسطة آليات مشحمة بزيوت معينة. ثم يتم تبريد هذا الهواء
وإيصاله إلى الضغط المناسب.
هواء ملوث
مبدإيا، يتم ضمان الفصل بين الهواء المضغوط ومواد التشحيم بواسطة فلترات تمنع التسرب. لكن هذه الأخيرة يمكن أن تصاب بالاهتراء مع مرور الوقت وتصبح أقل فعالية. وفي هذه الحالة، يتسرب القليل من زيت التشحيم، الذي يختلط مع الهواء المضغوط.
عندما يحدث هذا الأمر، يشعر الركاب برائحة
مميزة. وإذا تسربت كمية كبيرة من الزيت الى نظام الضغط، فقد ينتج عن ذلك دخان.
وفي هذه ظل هذه الظروف، يصبح الركاب وطاقم الطائرة ضحايا لما يُسمى (fume event)، ويُطلق عليه أيضًا متلازمة التسمم الهوائي.
عواقب صحية خطيرة
يمكن أن يسبب هذا الهواء الملوث مشاكل صحية للأشخاص الذين يتنفسونه. وتعتمد شدة الأعراض على طول مدة التعرض لهذه الظاهرة وأيضا على شدتها.
وبالتالي، فإن تعرض الركاب لهذا الهواء السام، قد يجعلهم يعانون من الدوار والصداع النصفي أو ضائقة تنفسية. ويمكن أن يتسبب لهم أيضًا في القيء أو الإسهال أو تسارع ضربات القلب.
ربان الطائرة، وكذلك المضيفين والمضيفات، بحكم
مهنتهم، هم الأكثر تعرضًا لمتلازمة السمية الهوائية هذه. حيث يتسبب التعرض المتكرر
للهواء الملوث في تدهور كبير لصحتهم.
حتى الآن، لم يتم تطوير أي نظام فعال لحماية الهواء داخل مقصورات الطائرات من هذه الظاهرة الخطيرة. كما أنه في الوقت الحالي، لم يتم التطرق بما فيه الكفاية لهذه المشكلة.