لماذا يتم طلاء زجاج بعض النوافذ بثاني أكسيد التيتانيوم ؟

 

بعض المباني الشاهقة تتم كسوتها بالمعدن والزجاج. وتنظيف هذه الأسطح الزجاجية الكبيرة مكلف للغاية. نهيك على المخاطر التي يتعرض لها الفنيون المسؤولون عن عملية التنظيف. لكن بعض الشركات وجدت الحل لهذه المشكلة. حيث قامت بابتكار نوافذ مغطاة بثاني أكسيد التيتانيوم، والتي تتميز بقدرتها على التنظيف الذاتي.

فضائل ثاني أكسيد التيتانيوم

يُستخدم ثاني أكسيد التيتانيوم أيضًا كمضاف غذائي، وهو مركب من التيتانيوم والأكسجين. هذا المركب تنتج عنه ظاهرة تسمى (التحفيز الضوئي). تحت تأثير أشعة الشمس، فإن ثاني أكسيد التيتانيوم تصبح لديه القدرة على تنشيط عملية تحلل الجزيئات العضوية، بمعنى آخر، القدرة على إزالة البقع والأوساخ الأخرى.

ومن هنا جاءت العلماء فكرة كسوة زجاج النوافذ بطبقة رقيقة جدًا من ثاني أكسيد التيتانيوم. وتتم هذه العملية عن طريق الرش، في المرحلة التي لا يزال فيها الزجاج مرنًا، وفي درجة حرارة تصل إلى عدة مئات من الدرجات.

يتميز ثاني أكسيد التيتانيوم بميزة ثانية : وهي قدرته على امتصاص الماء. بعبارة أخرى، لديه تجادب معين مع الماء. وهذا يعني أن مياه الأمطار (تلتصق) بسهولة على الزجاج المغطى بثاني أكسيد التيتانيوم. هذا الاحتكاك القوي بالزجاج، يجعلها تجتاز كل السطح الزجاجي ساحبة معها الأوساخ.

تسمح هاتان الخاصيتان، التي يتميز بهما ثاني أكسيد التيتانيوم، للأسطح أو النوافذ المغطاة بهذا المركب بتنظيف نفسها جزئيًا.

تنظيف ذاتي ولكن..

ربما تكون هناك بعض المبالغة في وصف النوافذ المطلية بثاني أكسيد التيتانيوم بأنها (ذاتية التنظيف). نظرًا لأن هذا المركب يسرع من تحلل الجزيئات العضوية، فهذه النوافذ بالتأكيد هي أنظف من النوافذ الأخرى الغير مطلية بثاني أكسيد التيتانيوم.

ومع ذلك، فبعد فترة من الزمن، لابد من تدخل الإنسان لتنظيف هذه النوافذ. لأن هذه الأخيرة تقوم بالتنظيف الذاتي لفترة معينة فقط.

علاوة على ذلك، فإن ظاهرة (التحفيز الضوئي) تحتاج إلى ضوء الشمس لتعمل. لذلك لا يمكن تطبيق هذه الطريقة على النوافذ الداخلية. لكن في المستقبل يتطلع الباحثون إلى تحفيز ثاني أكسيد التيتانيوم بوسائل أخرى غير الضوء أو استبداله بمادة أخرى.