هل يمكن أن تتسبب الشمس في قطع الإنترنت ؟

 

أصبح جزء كبير من معيشنا اليومي يعتمد على الإنترنت. وأي انقطاع طويل سيشل العديد من القطاعات ويكلف خسائر اقتصادية كبيرة. والعلماء يخشون من أن تتسبب عاصفة شمسية قوية في تضرر شبكة الانترنت وانقطاعها.

 

رياح شمسية قد تتحول إلى عاصفة

 

تهب الرياح الشمسية، المكونة من جزيئات مشحونة كهربائيًا، باستمرار على الأرض. لكن المجال المغناطيسي الذي يغلف هذه الأخيرة يحمينا منها، ما لم تتحول هذه الرياح إلى عاصفة.

 

في الواقع، هذه العواصف الشمسية هي نادرة. بالكاد يتجاوز احتمال وصول إحداها إلى الأرض 10٪ خلال عقد من الزمن.

 

ومع ذلك، فقد حدثت مثل هذه الكوارث بالفعل في الماضي. نذكر على وجه الخصوص العواصف الشمسية التي اجتاحت الأرض في عامي 1859 و 1921. واليوم، تشير بعض العلامات إلى أن الشمس، التي يجب أن تكمل نهاية دورتها بين 2023 و 2026، يمكن أن تشهد انفجارًا قويًا.

 

ومع ذلك، وفقًا للعلماء، قد لاتصل هذه العاصفة المنبعثة من الشمس الى كوكبنا. لكن الأمر ليس مستبعدا.

 

عاصفة شمسية قد تحرمنا من الإنترنت

 

في عام 1859، عطلت العاصفة الشمسية التي اجتاحت الأرض المجال المغناطيسي للأرض. فأصيبت البوصلات بالاضطراب واشتعلت النيران في أسلاك التلغراف.

 

يعتقد بعض العلماء أنه إذا ضربت مثل هذه العاصفة كوكبنا اليوم، فقد تتسبب في إنقطاع شبكة الإنترنت. في الواقع، فإن بعض العناصر التي تشكل الكابلات البحرية التي توفر اتصال الإنترنت بين القارات ستكون حساسة للغاية لموجات العاصفة الشمسية.

 

إذا كان شدتها معتدلة، فقد لاتسبب ضرار كبيرا للشبكة العنكبوتية. في الواقع، إذا لم تتمكن الإشارات السلكية من المرور عبر كابل واحد بسبب الضرر الذي ألحقته به العاصفة، فيمكنها المرور من كابل آخر.

 

لكن، إذا كانت العاصفة قوية جدًا، فقد تتسبب في انقطاع عام للإنترنت. في هذه الحالة، سيكلف هذا الأمر الاقتصاد الأمريكي 7 مليارات دولار في اليوم.

 

في الواقع، يمكن رصد هذه العاصفة الشمسية قبل وصولها للأرض، مما يمنح المهندسين بضع ساعات لاتخاذ اجراءات استباقية للحيلولة للحد من أضرار هذه الكارثة. ومع ذلك، يعترف العلماء بأنهم يفتقرون إلى بيانات موثوقة لتقدير حجمها وتداعياتها المحتملة.