تأثير الأدوية على الرجال ليس هو نفسه على النساء. وهذا الأمر لا يؤخذ في الاعتبار، بسبب مشاركة الذكور أكثر من الإناث في التجارب السريرية التي تكون ما قبل تسويق الأدوية.
النساء والرجال : عدم المساواة في الأدوية
الجسم البشري يختلف في طريقة عمله على حسب الجنس. في الواقع، ليس لدى الرجال والنساء نفس ردة الفعل تجاه الأدوية. وبالتالي، فإن الأسبرين، على سبيل المثال، وهو أحد الأدوية الأكثر شيوعًا، يحمي الرجال بشكل أفضل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية. لكن لدى النساء يكون أكثر فعالية في وقايتهن من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن النساء لديهن
دفاعات مناعية أكثر تفاعلية. وهذا هو السبب في أن نصف جرعة من اللقاح تكفي
لحمايتهن، بينما يحتاج الرجال إلى جرعة كاملة.
وبالمثل، فإن تأثير الحبوب المنومة يكون أكثر
فعالية ويدوم لفترة أطول لدى النساء. لكنهن أكثر حساسية للآثار
الجانبية التي تسببها الأدوية.
علاجات لا تناسب النساء
رغم أن هذا الاختلاف في ردة الفعل تجاه الدواء هو أمر معروف من قبل مختبرات صناعة الأدوية، إلا أنه لا يؤخذ في الاعتبار. وهذا لأنه في معظم الحالات تكون الأدوية موجهة خصيصا للرجال.
وتعزى هذه اللامساواة إلى اختيار المتطوعين في اختبارات الأدوية. في الواقع، الرجال يشكلون نسبة كبيرة من المتطوعين. حيث، يعتقد العديد من العلماء أن الحمل أو تناول بعض وسائل منع الحمل يمكن أن يؤثر على نتائج الاختبار.
ونتيجة هذا الإستبعاد هي أن العديد من الأدوية غير مناسبة لجسم النساء. بل وقد تم التخلي عن بعض الأدوية، التي تبثت فعاليتها أكثر لدى النساء، لأسباب مالية. كما هو الحال مع إحدى اللقاحات المضادة للهربس، والذي ظهر الاختلاف في فعاليتها على الرغم من الحضور الضعيف للعنصر النسوي في التجارب السريرية.
في نهاية المطاف، استنكرت بعض الدوائر الطبية ما تتعرض له النساء من تمييز في هذا المجال. وبالتالي، فإن السلطات الصحية الأمريكية قررت أن ترفض في المستقبل تمويل التجارب التي لا تأخد بعين الاعتبار هذا الإختلاف في فعالية الأدوية بين الجنسين.