يمكن لبعض المفاهيم الخاطئة أن تغير سلوكياتنا الغذائية، وبالتالي تؤثر على صحتنا دون العلم بذلك. لهذا، من الضروري التأكد من صحة المعلومات قبل تبني أي نظام غذائي لإنقاص الوزن. في هذا المقال نعرض لكم بعض المفاهيم الخاطئة حول بعض الحميات والسلوكيات الغذائية المنتشرة كثيرا بين الناس.
تناول الأناناس أو ’’الجريب فروت‘‘ يحرق الدهون
هذه فكرة خاطئة تماما. لن يجعلك أي طعام تحرق الدهون. الأطعمة مثل الأناناس أو ’’الجريب فروت‘‘، والتي تُنسب إليها هذه الفضيلة ، تكون منخفضة الدهون بشكل عام ولكنها غنية بالماء والألياف والسكر. وهذا شيء مهم، فهذه الأطعمة تساهم في الشعور بالشبع، مما يجعلك تتجنب تناول أطعمة أخرى أكثر غنى بالدهون، لكن هذا كل شيء ! في الواقع، حتى مفهوم السعرات السلبية شيء لا أساس له من الصحة. لأنه فقط الماء هو الذي ليست فيه سعرات حرارية. ومن خلال تناول مكعب ثلج، على سبيل المثال، لا يمتص الجسم أي سعرات حرارية بل يقوم بحرق تلك المخزنة لديه من أجل التدفئة !
الأكل في وقت متأخر بالليل يزيد من الوزن
يفضل تناول وجبة خفيفة وانتظار ساعتين قبل الخلود للنوم من أجل تسهيل عملية الهضم وبالتالي النوم بشكل مريح. في الواقع، خلال الليل، يحرق الجسم الطاقة للحفاظ على عمل الأعضاء (نبض القلب، التنفس، نشاط الدماغ، درجة الحرارة الجسم عند 37 درجة مئوية..)، لذلك يحتاج المرء تناول بعض الطعام في المساء. لكن تناول وجبة غنية بالدهون، يجعل المرء، من ناحية، يتجاوز السعرات الحرارية اللازمة لعملية التمثيل الغذائي خلال الليل، مما يدفع الجسم إلى تخزينها، ومن ناحية أخرى، يؤثر ذلك سلبا على النوم، والذي يجعل المرء في اليوم الموالي يندفع الى الأكل بشراهة.
تناول منتجات (اللايت) يساعد على إنقاص الوزن
للحفاظ على نسيج الطعام متجانساً أو تحسين طعم هذا الأخير، يقوم المصنعون بتعويض السكر بالدهون أو العكس. والمشروبات الغازية (الدايت) هي خير مثال على ذلك : يتم تقديمها كبدائل صحية للمشروبات الغازية الكلاسيكية، لكن في الواقع هي غنية جدا بالمحليات. وقد أظهرت العديد من الدراسات الحديثة أن الاستهلاك المنتظم لها لا ينفع في فقدان الوزن بل على العكس يزيد من تخزين الدهون.
تابع فريق من العلماء أكثر من 66000 امرأة لمدة 14 عامًا ولاحظوا أن التي كن تستهلكن قنينتين من
المشروبات الغازية (الدايت) في الأسبوع زاد لديهن خطر الإصابة بمرض السكري من
النوع 2 بنسبة 15٪ مقارنة بالتي لاتستهلكن هذه المشروبات. وهذه النسبة تصل إلى 59٪ لدى النسوة التي تستهلكن خمس قناني في الأسبوع.
شرب الكثير من الماء يؤدي إلى إنقاص الوزن
في عام 2015، طلب باحثون في جامعة (برمنجهام بالمملكة المتحدة) من حوالي 50 شخصا يعانون من السمنة (ويتبعون حمية) شرب نصف لتر من الماء قبل ثلاثين دقيقة من كل وجبة. وبلغ متوسط فقدان وزنهم 2.4 كيلوغرام في ثلاثة أشهر مقارنة بـ 1.2 كيلوغرام لمن لايشربون الماء قبل الأكل. في الواقع، الماء يملأ المعدة قبل الوجبات ويقلل الشهية، فيتناول المرء طعاما أقل وبالتالي يفقد الوزن. ولهذه الأسباب يوصى بتناول أطعمة غنية بالمياه، مثل الخضار النيئة أو الحساء، قبل تناول وجبة الطعام.
تناول طعام أقل يقلل من حجم المعدة
تتكون المعدة أساسًا من العضلات، لذلك يمكن أن يكبر ويصغر حجمها حسب وجبات الطعام ومراحل الهضم. يستوعب حجمها في المتوسط 2 لتر بعد الأكل والشرب، وتنخفض هذه القيمة إلى 0.5 لتر عندما تكون المعدة فارغة (ما بين أربع إلى ست ساعات بعد الأكل). لكن حجم المعدة لا يتقلص بالمعنى الدقيق إلا في حالة اللجوء إلى الجراحة. في الواقع، عند التقليل من تناول الطعام تدريجيًا، فإن الشعور بالشبع يكون أسرع، أما حجم المعدة فلا يتغير أبدا.
عدم تناول النشويات يساعد على خسارة الوزن
هذا من المفاهيم الخاطئة الأكثر شيوعا. في الواقع، السكريات الموجودة في النشويات ضرورية للجسم، حيث يستمد هذا الأخير طاقته منها في جميع الأوقات، حتى في أوقات الراحة. ويعتبر الدماغ من أكثر الأعضاء استهلاكا للسكر : حيث ساعة واحدة من القراءة تستهلك 4.2 غرام من (الجلوكوز). والنشويات تعد أيضًا مصدر للألياف، خاصة عندما تكون كاملة أو مطبوخة، وتلعب دورًا مهمًا في الشعور بالشبع.