أنتم تعلمون أن هناك يوم عالمي للتبرع بالدم، وهو 14 يونيو من كل عام. وقد تم سن (الاحتفال) بهذا اليوم في عام 2004 من قبل منظمة الصحة العالمية وذلك للاحتفال بعيد ميلاد (كارل لاندشتاينر)، الطبيب البيولوجي النمساوي الذي اكتشف في عام 1900 فصائل الدم وحددها وفقًا لنظام ABO ، ولكن أيضا لتكريم المتبرعين بالدم.
وإذا كنتم مازلتم مترددين في التبرع بالدم، إليكم بعض الحقائق لتطمئنوا بشأن ما يحدث داخل جسمكم عند التبرع بالدم.
يتم تعويض الدم المفقود في غضون ست إلى ثماني ساعات
الأعراض الجانبية النادرة المرتبطة بالتبرع بالدم غالبا تكون خفيفة : شعور بعدم الارتياح، انتفاخ في منطقة دخول الإبرة. وكلها أعراض جسدية مؤقتة حيث : يتم تعويض فقدان حجم الدم في الجسم من ست إلى ثماني ساعات، ومستوى الصفائح الدموية في غضون 24 ساعة، ومستوى الهيموجلوبين (خلايا الدم الحمراء) في حوالي ستة أسابيع.
لدى الأشخاص الذين يتبرعون بالدم بانتظام، يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات الحديد - بسبب نقصان خلايا الدم الحمراء - إلى تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية بنسبة 88٪. كما أنه يقلل من حالات سرطان الكبد والرئتين والحنجرة والقولون عن طريق تقليل بعض التأثيرات المؤكسدة في الدم.
كم من الوقت يمكن تخزين الدم ؟
تنخفض جودة الدم بمجرد أخذه من المتبرع !
عندما يتم تجميع الدم من خلال عملية تبرع، يمكن تخزينه لمدة 21 إلى 35 يومًا اعتمادًا على المواد المضافة (السترات أو الأدينين)؛ 42 يومًا عند 2 درجة مئوية لتركيز خلايا الدم الحمراء؛ سنة واحدة 25 درجة مئوية تحت الصفر للبلازما المجمدة، وأخيراً 5 أيام للصفائح الدموية. هذه هي الحدود القصوى، لأن جودة الدم تبدأ في الانخفاض تقريبًا بمجرد جمعه من المتبرعين. وهكذا تفقد خلايا الدم الحمراء تدريجياً شكلها الثنائي التجويف لتصبح كروية، ومغطاة بالنتوءات. ثم تصبح جامدة وتفقد مرونتها وبالتالي قدرتها على التوغل في الشعيرات الدموية. بالإضافة إلى ذلك، تتجمع البقايا الخلوية في الجيوب وتسد الشعيرات الدموية الدقيقة.
ما الاختبارات التي تجرى عند التبرع بالدم ؟
نعلم، على سبيل المثال، أنه يتم إجراء تحليلات أو اختبارات على الدم قبل نقله إلى وجهته. لكن ما هي طبيعة اختبارات الدم هذه ؟
قبل الإجابة على هذا السؤال، ربما يكون السؤال الأهم منه هو : هل يمكنني التبرع بالدم ؟ في الحقيقة، لكي تتمكن من التبرع بالدم، يجب أن تتوفر فيك عدة شروط. بادئ ذي بدء، من الضروري أن تكون قد بلغت السن القانونية للتبرع بالدم. ويجب أن لا تكون كبيرا في السن : بعد 70، انتهى الأمر ! من حيث الوزن، يجب أن يكون وزنك أكثر من 50 كلغ. أخيرًا، يجب أن تتقدم ببطاقة هويتك عندما تذهب إلى مركز التبرع بالدم.
الاختبارات التي يتم إجراؤها أثناء التبرع بالدم
بمجرد أن يتبرع المرء بالدم، يقوم المركز المعني بعمل تحاليل أو اختبارات للدم المتبرع به. أثناء هذه الاختبرات يتم إجراء تحليلات مختلفة. من بينها، تحديد فصيلة الدم، لتجنب حالات عدم التوافق بين المتبرع والمتلقي. ثم بعد ذلك يتم عمل فحص اختبار الأمراض المعدية : فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، والتهاب الكبد، وكذلك الزهري، والملاريا أو داء شاغاس أو داء المثقبيات الأمريكي. إذا تم الكشف عن هذه الأمراض في الدم الذي تم جمعه، فإنه يصبح غير صالح لنقله الى المتلقين.
حقائق علمية عن الدم
- كمية الدم التي تدور في الجسم خلال 25 يومًا تساوي تقريبًا كمية ماء حمام سباحة متوسط الحجم.
- يمكن للشخص الذي فقد 40٪ من دمه أن يبقى على قيد الحياة. بالطبع، من الضروري إجراء عملية نقل الدم له في وقت أسرع.
- 21 بالمئة من مجموع النوبات القلبية تحدث يوم الاثنين. وأيضا يوم الجمعة. ويفترض العلماء أن السبب هو ارتفاع هرمونات التوتر في بداية الأسبوع.
- يؤثر معدل ضربات القلب على الحالة النفسية للمرء. وقد اكتشف العلماء هذه الظاهرة عندما تم زرع قلب جديد لمريض. حيث، بعد الجراحة، تغير مزاجه ومشاعره وتصرفاته بشكل غير عادي.
- لتقليل خطر الإصابة بنوبة قلبية، يجب أن تستيقظ ببطء في الصباح وتقلل من النشاط البدني في المساء.
- يمكن استبدال بلازما الدم بماء جوز الهند لأن لهما نفس التركيبة.
- يمكن أن تكون أنواع فصائل الدم سببًا للطلاق. حيث وجد العلماء أن هناك صلة بين فصيلة دم الزوجين ونسبة حالات الطلاق. وبالتالي، تكون العلاقة الزوجية وطيدة في حالة توفر كلا الزوجين على فصيلة دم (O). وعادة ما يحدث الطلاق لدى الأزواج الذين يملكون هذه المجموعات A + AB أو A + O
- فصيلة الدم لها تأثير على الصحة. فالأشخاص ذوي فصيلة الدم O أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، لكنهم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد أو السمنة. أما الأشخاص ذوي الفصيلة A فعليهم الانتباه الى مستوى الكوليسترول في دمائهم. لأنهم اكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب التاجية. والأشخاص ذوي الفصيلة B أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري وسرطان البنكرياس. ويجب على الأشخاص ذوي فصيلة الدم AB الاعتناء بصحتهم النفسية، حيث أن خطر الإصابة بالضعف الإدراكي لديهم هوأعلى بنسبة 82٪ من غيرهم.
- تؤثر مشروبات الطاقة على دقات القلب. لأن كمية الكافيين فيها هي 3 مرات أعلى من المشروبات الأخرى المحتوية على الكافيين مثل القهوة أو الصودا. ويمكن أن تسبب التشنجات أو حتى الوفاة.
- يوجد في اليابان منتجات خاصة لكل فصيلة دم : وتشمل المنتجات الغذائية ومستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية...
في اليابان يتم تحديد شخصيتك بناءً على فصيلة دمك !
في عام 1927، زعم البروفيسور (تاكيجي فوروكاوا) بأن فصيلة الدم تؤثر على الشخصية. منذ ذلك الحين، ترسخت هذه الفكرة في الوعي الجماعي للمجتمع الياباني. على سبيل المثال، يُعتقد أن الأشخاص ذوي فصيلة الدم A عنيدون وعرضة للقلق إلى حد ما. وأفراد المجموعة B مندفعون وغير مسؤولين. المشكلة هي أن هذه المزاعم تؤدي إلى التعرض للتمييز عند البحث عن وظيفة. حتى وقت قريب، كان يحق لصاحب العمل رفض مرشح ما إذا رأى أن الشخص ليس لديه فصيلة دم جيدة بما يكفي !
حتى لو صار هذا الأمر ممنوعًا الآن، فلا يزال من القانوني أن يطرح صاحب العمل السؤال على المترشح ! يكفي أن نقول إن أرباب العمل لا يترددون في البحث عن اللؤلؤة النادرة : مرشح من فصيلة الدم O. هذه هي الفصيلة المفضلة لدى أصحاب الشركات، لأن فصيلة الدم O تتميز بعدم احتوائها على مستضدات. لذلك فهي أقل عرضة للفيروسات، مما يعني أن الموظف الذي يحمل هذا الدم سيكون أقل عرضة للإصابة بالمرض، وبالتالي أقل تغيبًا.
أنقذ رجل حياة أكثر من مليوني طفل بدمه !
أنقذ رجل يدعى (جيمس كريستوفر هاريسون)، البالغ من العمر 80 عامًا، والمعروف أيضًا باسم الرجل ذو الدم الذهبي، أكثر من مليوني طفل من المرض الانحلالي عند الوليد (hemolytic disease of the newborn)، الذي يحدث عند تدمير خلايا الدم الحمراء للوليد بواسطة الأجسام المضادة للأم مما يؤدي إلى وفاة الوليد.
وقد تبين أن التركيبة البلازمية الفريدة لدم (هاريسون) كانت فعالة في علاج هذا المرض. وقد قام هذا الرجل بأكثر من 1000 تبرع لدمه طوال حياته، وتشير التقديرات إلى أن هذه التبرعات أنقذت أكثر من مليوني طفل.